كشف البروفيسور عبد الوهاب بن قونية، عن 3 أمراض خطيرة تهدد الصحة العمومية، تتمثل في ارتفاع الضغط الدموي، داء السكري والسرطان، موضحا أن أسباب الانتشار الرهيب لهذه الأمراض في الجزائر، راجع إلى تغير النمط المعيشي وعدم اتباع نظام حياة صحي والقلق الشديد.
أكد البروفيسور بن قونية خلال نزوله، أمس، ضيفا على «الشعب»، بمناسبة إحياء اليوم العالمي للصحة، أن ارتفاع الضغط الدموي في الجزائر بات يشكل خطرا كبيرا على صحة المواطنين ولم يسلم منه حتى الصغار، حيث تم تسجيل إصابة 13,6 من المائة من الأطفال بارتفاع الضغط الدموي، مشيرا إلى أن هذا الداء المزمن عرف تزايدا في الوقت الراهن مقارنة بسنوات سابقة، من 17,2 من المائة في 2002 إلى 35,5 من المائة.
في ذات السياق، أوضح البروفيسور أن الأشخاص الذين يعانون القلق المتزايد لديهم قابلية الإصابة بهذه الأمراض بنسبة 24 من المائة، لاسيما ما تعلق بارتفاع الضغط الدموي والسكري الذي بات يمس جميع الأعمار. مضيفا، أن الجانب النفسي قد يكون سببا في المرض، زيادة على عوامل أخرى ترتبط بالنمط المعيشي، كقلة الحركة وعدم اتباع نظام غذائي صحي يعتمد على الخضر والفواكه والاستهلاك المفرط للملح والسكر، خاصة بعد سن 40.
ودق البروفيسور بن قونية ناقوس الخطر حول الانتشار الواسع لداء السرطان في الجزائر، مؤكدا أن 50 ألف إصابة جديدة بمختلف أنواع السرطان يتم اكتشافها سنويا، مشيرا إلى أن المراكز المخصصة للتكفل بمرضى السرطان في بعض ولايات الوطن غير كافية لعلاج جميع المصابين بهذا الداء الخطير، الذي يتطلب عناية سريعة وفعالة في الوقت المناسب قبل انتشار الورم الخبيث في كافة أعضاء الجسم وعندها سيكون الشفاء من المرض مستحيلا.
في ذات السياق، تأسف بن قونية للفوضى التي تشهدها المنظومة الصحية في الجزائر، بسبب سوء تسيير بعض المسؤولين، الذين لا تهمهم مصلحة المرضى ولا يضعون احتياجاتهم ضمن الأولويات قائلا، إن الإمكانات التي تتوافر عليها الجزائر لم تستغل بطريقة شفافة وعادلة، وإلا لتمكنت من بلوغ المراتب الأولى في مجال توفير أفضل الخدمات الصحية والتكفل بالمرضى وتكون مرجعا في العلاج الصحي، دون اللجوء إلى استيراد أطباء أجانب من كوبا لكي يقوموا بمعلاجة الجزائريين في ديارهم.
كما انتقد نوعية التكوين الذي يقوم به الأطباء، إذ يفتقد إلى النوعية والجانب التطبيقي الذي يساعد الأطباء في اكتساب خبرات جديدة في مجال تشخيص الأمراض وعلاجها، موضحا أن الوضعية الكارثية التي يعيشها القطاع حاليا تسبب فيها سوء التسيير وعدم تقدير الكفاءات، ما جعل - على حد قوله - الصحة في الجزائر مريضة، تتطلب لتحسينها القضاء على مشكل الفروقات الجهوية وإعطاء الفرصة للمسؤولين الشرفاء الذين أكثر ما يهمهم هو التكفل بالمرضى على حساب مصالحهم الخاصة.