متصدر قائمة الأفلان بالعاصمة سيد أحمد فروخي لـ «الشعب»:

نحن مع تكوين منفتح على العالم ولكن يحترم عناصر الهوية الوطنية

زهراء.ب

الطالب يجب أن يتخرج بمشروع وليس بشهادة فقط

أكد متصدر قائمة حزب جبهة التحرير الوطني بالعاصمة سيد أحمد فروخي، أن الأفلان يولي أهمية «بالغة» لقطاعات التربية والتعليم والتكوين المهني، حيث أفرد حيزا لها ضمن برنامجه الإنتخابي لتشريعيات ماي 2017، مقدما جملة من الاقتراحات للنهوض بها ورفع مستوى التعليم والتكوين، بهدف بلوغ «النوعية» بعد أن قطعت الجزائر أشواطا في «الكمية»، إذ تحصي العاصمة فقط 600 ألف تلميذ في الأطوار الثلاثة، و200 ألف طالب بالمعاهد والجامعات، هذا دون نسيان ما تحقق من إنجازات للمباني والمؤسسات التعليمية.
لم يمنع البرنامج المكثف لمتصدر قائمة الأفلان بالعاصمة وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري سابقا سيد أحمد فروخي، ولا خرجاته الجوارية في إطار تنشيط الحملة الإنتخابية، من تخصيص وقت لجريدة «الشعب» للرد على تساؤلاتها بخصوص مكانة التربية والتعليم ضمن برنامج حزبه، وقد أبرز بالمناسبة أن هذان القطاعان هامان، إذ يتشاركان في ضمان تربية سليمة للناشئة حتى تكتسب ثقافة إجتماعية ومبادئ تتجانس مع المجتمع الجزائري والتحولات العالمية، والأكثر من ذلك ثقافة منفتحة على العالم، ولكن تحترم عناصر الهوية الوطنية الدين الإسلامي، اللغة العربية والأمازيغية، الوحدة الوطنية، وهذه الأسس هامة لمنظومة التعليم ويجب أن تعمل على تكريسها لدى المواطنين خاصة الجيل الجديد.
وفي رأي فروخي، الوصول إلى مجتمع المعرفة، يقتضي التفتح على الآخر، وتطوير نشاطات اقتصادية ذات نجاعة، وكذا التحكم في العلوم والتكنولوجيات والرقمنة، وعلى هذا الأساس جعل الأفلان في صلب اهتماماته الارتقاء بالمستوى التعليمي، لأن الجزائر قطعت أشواطا كبيرة في «الكم»، فولاية الجزائر فقط تحصي 600 ألف تلميذ في الأطوار الثلاث، وأكثر من 200 ألف طالب في مختلف الشعب بأكثر من 20 جامعة، وهي «معركة من أجل النوعية» يخوضها الحزب ـ يضيف فروخي- من أجل تحسين ظروف التمدرس والتعليم، والأهم من ذلك مد «جسور» بين التعليم الكلاسيكي، الجامعي والمهني والعالم الإقتصادي، بهدف منح فرصة أكبر للخريجين لإيجاد مناصب شغل، وعليه يجب أن يكون الجهد متبادل بين السياسات القطاعية والبرامج الولائية، لإعطاء دفع لهذه القطاعات حتى تؤدي دورها في تكوين قاعدة علمية ونخبة تساير التحولات العالمية تكون قادرة على الإبداع وتحقيق ما نطمح إليه من تنمية ورقي وازدهار.
لكن بلوغ «النوعية» لا يقتصر على المسؤولين فقط، بل يجب على الأسر ـ يقول فروخي- إعطاء أهمية لنوعية التعليم، بتوجيه أبناءهم إلى التخصصات المطلوبة في سوق الشغل، حتى نصل إلى مواطن راض بالعرض الموجود، بالمقابل لا ينبغي أن ينحصر برنامج المدارس في تلقين وتعليم المواد، بل يجب أن يوسع إلى الرياضة المدرسية، الانفتاح على البيئة، النشاطات الجمعوية، حتى يصبح التعليم كاملا، لأننا نحتاج اليوم إلى مواطن كامل وليس إلى مواطن يحمل في رأسه مواد التاريخ والجغرافيا والرياضيات، حتى يكون عنصرا حيويا في المجتمع.
وحتى نوقف هجرة «الأدمغة» و»الكفاءات» الجزائرية إلى الخارج، أبرز فروخي أهمية تحسين ظروف هذه الفئة، وتوفير كل الدعم لأصحاب المشاريع لتجسيدها ببلادهم، مستشهدا بتجربة شارك فيها بمدرسة الفلاحة ومدرسة الري، تتمثل في تمكين طلبة السنة الخامسة من إنجاز مشروع إقتصادي في فترة تكوين لمدة 4 أشهر، اقترح تعميمها على المعاهد والجامعات، حتى يتخرج الطالب بـ»مشروع» وليس «بشهادة» فقط، وهنا «نكون قد ساهمنا في تكوين صاحب مشروع يمكن أن يطوره بعد تخرجه، مع ترك له هامش الحرية في الإطلاع على تجارب الغير، حتى يبلور مشروعه ويصل إلى أهدافه المرجوة».
وفي رده على سؤال حول كيفية مواجهة التحديات الراهنة في ظل إنتشار الطوائف والنحل التي تريد سلخ الجزائري عن «هويته» و»دينه»، قال فروخي «لدينا الكثير من العلماء والمشايخ ما يجعلنا نواجه تلك التحديات والمجتمع العصري دون الإنحراف عن مبادئنا»، مؤكدا رفضه للجزائريين الذين يتجهون إلى المشرق أو المغرب للبحث عن مراجع دينية، في وقت هي موجودة في الجزائر لكن يجب أن نمنح لها الألوية والأهمية لتوحيد الشعب الجزائري، لأن المراجع الأخرى مبنية على التفرقة بين المذاهب، وهي مرتبطة بتاريخ آخر ليس تاريخنا، وعندما ندخلها للجزائر نفتح الباب لإدخال الفتنة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19819

العدد 19819

الخميس 10 جويلية 2025
العدد 19818

العدد 19818

الأربعاء 09 جويلية 2025
العدد 19817

العدد 19817

الثلاثاء 08 جويلية 2025
العدد 19816

العدد 19816

الإثنين 07 جويلية 2025