شرح مستفيض لواقع البحث العلمي

جامعتنا مطالبة بالنوعيـة بدل الكـم

جمال أوكيلي

سلط الأساتذة الجامعيون بمعهد الإعلام والإتصال وهم على التوالي الدكتور عمار عبد الرحمان والدكتور عمار يوسفي والدكتور أحمد فلاڤ الضوء على تداعيات البحث العلمي تجاه واقع التنمية المستدامة، باعتباره إجابة مباشرة لمسائل ملحة فرضتها الحياة الإقتصادية والإجتماعية، ومدى قدرة ذلك على إحداث منظومة من النسق المتنامي الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى إيجاد الحلول الفعالة في كل هذا السياق العام المتولد عن تعزيز وتدعيم هذا التوجه.
ما كشفه هؤلاء الأساتذة يترجم إدراكا عميقا وحرصا مسؤولا على حالة الجامعة الجزائرية، وهذا من خلال التخلص من الكم والذهاب إلى الكيف. وهذه المعادلة الشائكة لا منصاص منها، قصد معرفة خارطة الطريق لما يعرف بمراكز الإشعاع.
والقراءة لحدث يوم العلم، هو بمثابة رسالة واضحة ومؤثرة أحيانا، من أجل بلوغ السقف المأمول في حركية الجامعة وما يتبع ذلك من بحث علمي ضروري وحتمي لا مفر منه، له تأثيرات جانبية، لكن التحدي الأكبر هو ذلك التواصل مع كل هذه الحلقات، وإضفاء عليها طابع الديمومة، وهذا المشهد العام هو قناعة لا ينفر بقدر ما يقوي تلك الصلة أو العلاقة النفسية مع هذا «العالم الساحر» بالنسبة للأساتذة، الذين يعملون قلبا وقالبا من أجل ترقية الفعل العلمي.
وما سمعناه، ليس بكاء على الأطلال، أو تنهيدة من الأعماق، أو مشاكسة وإنما هو تعبير صادق وشعور دافق تجاه ما يجب أن يكون والأكثر من هذا صرخة «هادئ» كي يلتفت أصحاب القرار بالجامعة إلى ما يقال لهم ويستمعوا إلى الكلام الهادف.
وفي هذا السياق فإن ما تناوله الصحافيون مع ضيوفهم من أساتذة جامعيين مس جل القضايا ذات الصلة بمسار التفكير الدائر حاليا، حول مكانه هذا الصرح العلمي في تواصله مع المؤسسة الاقتصادية لتوفير أو بالأحرى معرفة الأفق، على أساس أنها مفتوحة تمتص كل المهارات والكفاءات المعطلة، وترتقي بها إلى مستوى المردودية المأمولة القادرة على تقديم تلك القيمة المضافة هذا هو التحدي المنتظر، خاصة مع الإقرار بأن الجامعة مهما قيل عنها فإن ماتزال منبع عطاء، ومصدرا لا ينضب من إنتاج النخب المسموح لها بأن تكون في صدارة صناعة الأحداث الاقتصادية والإجتماعية، ولا خيار لنا إلا باتباع هذا المنطق القائم على العلم، ومحالات البحث الأخرى، منها التكنولوجية وغيرها.
وبحكم ارتباط الأساتذة الشديد باختصاص الإعلام، فقد شرحوا شرحا مستفيضا المسائل المتعلقة بهذا الجانب، نظرا لمتانة العلاقة بيوم العلم، وفي هذا الإطار يرى الأستاذ عمار يوسفي بأن آلية سبر الآراء لم نولها الأهمية المرجوة بالرغم من أنها من أرقى التخصصات باعتبارها أداة تسعى إلى تصحيح هامش الخطأ في حالة تصنيف معين، كما تساعد صاحب القرار في معرفة الاتجاهات العامة لحركية حادثة معينة، لصناعة أو التفكير في حلول مبنية على هذا الأساس، وبالإمكان أن نلاحظ ذلك خلال الانتخابات، غير أن ميزته الأساسة هي الاستقلالية في العمل، حتى تكون هناك نتائج ذات مصداقية، أما الأستاذ أحمد فلاق فدعا إلى التحلي بثقافة العد والإحصاء التي تطرح لنا أعمال متناسقة، لا يطبعها أي تناقض في إسنادها إلى المعطيات المستغلة.
وفي نفس السياق يقول الأستاذ عبد الرحمان عمار أن سبر الآراء لا يعطي الحقيقة أي نتحصل على نتيجة مناسبة وليست حقيقية، لأن الكثير من الناس يقولون عكس ما يفكرون، والعاطفة هي دائما تتغلب عن العناصر الأخرى.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19470

العدد 19470

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19469

العدد 19469

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19468

العدد 19468

الأحد 12 ماي 2024
العدد 19467

العدد 19467

الأحد 12 ماي 2024