اشكالية يفرضها تعدد المناهج والغايات

آليات متابعة لتجسيد البحوث في الميدان

صونيا طبة

أكد الدكتور عمر يوسفي أن البحث العلمي في الجزائر لا يمكن أن يرتقي ويتطور في ظل غياب آليات التنفيذ والمتابعة، مشيرا إلى وجود إشكاليات متعددة ترتبط بالجوانب المنهجية للبحث العلمي لاسيما على مستوى الجامعات الجزائرية.
أوضح الدكتور يوسفي من منبر “ضيف الشعب” أن الجوانب المنهجية في البحث العلمي من الصعب أن يفهمها الطالب الجزائري وأصبح يعيش بين منهجيتين ولا يجد التوازن نظرا لوجود إشكال في قضية تكوين الأساتذة بين منهج المدرسة الفرنسية والأنغلوسكسونية، مضيفا أن الكثيرين يقعون ضحية مغالطات فكرية كون اللغة من المفروض أن لا تكون وسيلة للبحث العلمي ولكن وسيلة للاتصال.
وفيما يخص البحوث التي يقوم بها الطالب على مستوى جامعة الإعلام والاتصال أكد يوسفي أن الضغط الكبير الذي تفرضه الظروف المهنية على الأساتذة جعلهم في بعض الأحيان لا يتمكنون من ضمان التأطير الشامل والمتكامل للطلبة،بالإضافة إلى الكثافة التي أثرت بشكل كبير على المردودية، مشيرا إلى أن كل أستاذ يدرس في المحاضرات بمجموعة لا يقل عددها عن 360 طالب، حيث يشرف الأستاذ على تدريس من 4 إلى 5 مجموعات فيجد نفسه مطالبا بتصحيح 5 آلاف ورقة.
وفي ذات السياق أشار ضيف “الشعب” إلى التركيز على الجانب النظري الأكاديمي في البحوث العلمية التي تجرى على مستوى كلية الإعلام والاتصال، وبالمقابل يتم إهمال الجانب التطبيقي الذي من المفروض أن يكون أساسيا في تأطير الطلبة من خلال ضمان التدريب الإعلامي المكثف والممارسة الصحفية الميدانية التي تسهل على الشباب ولوجهم  عالم الشغل وتأقلمهم  بشكل سريع.
وأضاف الأستاذ أن البحوث العلمية ذات المستوى الرفيع التي تجرى على مستوى الجامعات تتطلب تخصيص أغلفة مالية وتوفير جميع الظروف لا سيما ما تعلق بتحديد آليات تنفيذ البحوث وتقديم التفاصيل لجعلها مادة بحثية ثمينة يتم الاعتماد عليها كمرجع أساسي في العديد من المواضيع والإشكاليات، قائلا في ذات السياق إنه إذا لم تتوفر الشروط المناسبة للعمل لا ننتظر تحقيق نتائج جيدة.
كما دعا الدكتور إلى ضرورة تحسين الظروف الاجتماعية للأستاذ الذي يبذل مجهودات كبيرة لتأطير الطلبة بالرغم من الضغط الكبير الذي يعيشه بسبب ضيق الوقت وعدد الطلبة المكثف الذي يفوق 8 آلاف في كلية الإعلام والاتصال،بالإضافة إلى تغيير البرامج، مؤكدا أن 50٪ من الأستاذة لا يتوفرون على سكنات ويعملون في ظروف صعبة، إلا أن ضميرهم المهني حتم عليهم الاستمرار في العطاء ومواصلة بذل مجهوذات في سبيل بناء جيل مثقف.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19819

العدد 19819

الخميس 10 جويلية 2025
العدد 19818

العدد 19818

الأربعاء 09 جويلية 2025
العدد 19817

العدد 19817

الثلاثاء 08 جويلية 2025
العدد 19816

العدد 19816

الإثنين 07 جويلية 2025