أكد الأكاديمي والمحلل الإعلامي عمار عبد الرحمان، أن المدرسة الجزائرية أخرجت كفاءات عالية في جميع الميادين والتحدي المطروح اليوم هو تحدي مهني وفكري، مبرزا أن هناك هوة بين القطاعات الاقتصادية وحتى السياسية والجامعة الجزائرية، منتقدا في ذات السياق اللجوء إلى الخبرات الأجنبية خاصة في مجال الاتصال.
اعتبر عمار عبد الرحمان أن التحدي الأكبر، هو اللجوء إلى الجامعة، و«وضع الثقة في الكفاءات الجزائرية “، وبالمقابل يرى أنه على وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، إعادة النظر في البرامج، منتقدا نظام الأطوار الثلاثية المعتمدة في “ال لم دي”، الذي يتغير في كل 3 سنوات، ما يضطر إلى إعادة البحث والتنقيب والتمحيص، وذلك خلال نزوله، أمس، بمعية الدكتور احمد فلاق والدكتور عمر يوسفي ضيوفا على جريدة “الشعب”، بمناسبة الاحتفال بيوم العلم المصادف لـ 16 أفريل من كل سنة.
والتحدي الآخر يتمثل في الجانب المهني “ماذا توفر القاعدة الاقتصادية للجامعي ؟«، موضحا أن التحديات الفكرية والمهنية التي يتحدث عنها تتمثل في مد الجسور بين الجامعة والواقع الفاعل سواء كان شريك اجتماعي أو اقتصادي أو سياسي.
وركز عمار عبد الرحمان في نفس السياق على التحدي المرتبط بالجانب السياسي، وهو يعتقد أن البرلمان القادم يحوي كفاءات، بالنظر إلى الإطارات التي تم وضعها في قوائم الترشح، ما سيعطي حسبه بعدا آخر للتشريع، لأن الواقع إذا لم يتماش مع التشريع، “لن نستفيد من شيئا”، لأنه “لا وجود لأخلاقيات في التعامل السياسي ولا في الجامعة “.
و أوضح في هذا الصدد أن الأخلاقيات لا تعني “التربية لأنه ليس هو الدور الذي تقوم به الجامعة “، وإنما يقصد تغلب “ الكم على حسبا النوعية “، مشيرا إلى أن عدد الطلبة الذين التحقوا بكلية الإعلام والاتصال ( السنة الأولى ) يصل إلى 2220 طالب، وهنا طرح إشكالية توزيع هذا الكم الهائل بين الأكاديمية وسوق الشغل.
وفيما يتعلق بالبحث العلمي، وهو الموضوع الذي اختير للنقاش في يوم العلم قال المتحدث إنه تم فتح عدة شعب على المستوى الوطني، مفيدا أن “ هناك إقبال مهول على شعبة الإعلام والاتصال، لأنه أصبح مجالا خصبا، خاصة بعد فتح مجال السمعي البصري “، مشيرا إلى أن البحث العلمي في مجال الإعلام أخذ منحى آخر.
و أضاف في هذا الإطار أن الإعلام أصبح حقيقة رقمية و«معادلة وطنية “ في التنمية الاقتصادية، لأنه لديه دور كبير يلعبه في مجال المرافقة لتحقيق هذه التنمية، لافتا إلى “أن الأفكار أصبحت حاليا أوسع مما كانت عليه في السابق “.