أشرف وزير التعليم العالي والبحث العلمي بالنيابة محمد مباركي، أمس، على تسمية المدرسة العليا للدراسات التجارية بالقليعة (تيبازة)، باسم المجاهد المرحوم بوعلام أوصديق، تنفيذا لقرار رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة.
قال الوزير، في الحفل الذي جرى بحضور عائلة المرحوم والأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين عبد المجيد سيدي السعيد ومجاهدين، إن قرار تسمية هذه المدرسة أصدره رئيس الجمهورية، تكريما لمسار هذا المجاهد والشاعر والصحافي الذي أفنى حياته في خدمة الجزائر، مشيرا إلى أنه تم اختيار يوم العلم المصادف لـ16 أبريل من كل سنة لإطلاق هذه التسمية على هذه المدرسة «حتى يجتمع العلم بالجهاد في آنٍ واحد».
أكد مباركي، أن تسمية المدرسة باسم المرحوم، تأتي تعبيرا وعرفانا من الأمة وتقديرها لجيل الثورة المجيدة الذين قدموا الغالي والنفيس من أجل العيش في كنف الحرية والاستقلال.
وأضاف، أن المرحوم بوعلام أوصديق لعب دورا هاما في تجنيد الطلبة والثانويين، حيث كلفه الشهيد عبان رمضان، رفقة مجموعة من الطلبة، بعملية التحسيس وتهيئة الظروف لهذه الفئة لالتحاقهم بجبهة وجيش التحرير الوطني.
وشدد في هذا الصدد، على ضرورة اقتداء شباب وطلبة اليوم بأسلافهم من جيل الثورة، لاسيما وأن الجزائر مقبلة على انتخابات تشريعية هامة، حيث يتوجب على جيل اليوم من نخبة هذا المجتمع، أن «يكونوا في الريادة لإنجاح هذا الموعد الانتخابي حتى نجعل منه عرسا ديمقراطيا كبيرا».
ودعا الطلبة والشباب لأن يكونوا «في مستوى الوعي والفطنة وتحمل مسؤولياته كاملة إزاء الوطن لتبقى الجزائر آمنة مطمئنة رافعة الرأس راسية البناء لا تحركها العواصف ولا تزعزعها القواصف».
وذكر مباركي بالإنجازات التي حققتها الدولة، خاصة في مجال التعليم العالي، حيث أنها تفطنت، منذ فجر الاستقلال، إلى ضرورة إرساء قاعدة تربوية وتعليمية جيدة، تكون رافدا للتنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية مشددا، على أن الجزائر، في ظل التحولات العالمية الكبرى، في حاجة إلى جميع أبنائها لتحقيق الوثبة نحو الحداثة ومسايرة العصر.
كما استذكر الوزير بالمناسبة، الشيخ عبد الحميد بن باديس، معتبرا إياه «نبراس الأمة ومنارتها على طريق العلم والمعرفة، حيث كرّس حياته كلها للذود بالكلمة والقلم عن مقومات الشخصية الوطنية والتي أراد الاستعمار الفرنسي طمسها».
من جهته أعرب كريم أوصديق، نجل المجاهد المرحوم بوعلام أوصديق، عن فخره بتسمية هذه المدرسة باسم والده، معتبرا إياها في نفس الوقت «مسؤولية ثقيلة»، معربا عن امتنانه الكبير لرئيس الجمهورية لاتخاذه هذا القرار.
بورتريه
ولد المرحوم بوعلام أوصديق في 29 سبتمبر 1929 بسيدي نعمان بتيزي وزو.
زاول دراسته في كلية الجزائر وانخرط في صفوف جبهة التحرير مبكرا، حيث ناضل فيها بفعالية. نجا من قبضة جيش الاحتلال عدة مرات، مما اضطره للالتحاق بصفوف جيش التحرير الوطني بنواحي الجزائر العاصمة. عقب مؤتمر الصومام، كلفه العقيد سي الصادق بتولي مصلحة الدعاية والإعلام رفقة سي امحمد بوقرة. وإثر إصابته بجروح عديدة في اشتباكات مع قوات العدو، انتقل إلى تونس سنة 1959 أين التقى بالدكتور فرانس فانون فتوثقت بينهما روابط الصداقة. وكلف الرجلان بعدها من طرف الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية بمهمة الإعلام والتحسيس بالثورة في البلدان الإفريقية ليصبح سفيرا في مالي ثم في السويد.
بعد الاستقلال عين نائبا في المجلس التأسيسي، ثم أمينا عاما لوزارة العمل، إلى أن وافته المنية في 27 نوفمبر 2013 عن عمر ناهز 85 سنة.