مساع جادة لإرجاع مهنة وكيل تاجر الجملة إلى أهلها
أكّد المدير العام لسوق الجملة للخضر والفواكه بوهران، الذي فتحت أبوابه صائفة 2012 السعي الحثيث لإرجاع مهنة وكيل تاجر الجملة إلى أهلها، من خلال اتخاذ التدابير الكفيلة بتقنين هذا النشاط .
وقال الطاهر بوسعادة قدور لـ «الشعب» إنّ ارتفاع أسعار الخضر والفواكه «مصطنعة»، مرجعا أسبابها إلى مظاهر التخزين والمضاربة وغيرها من أشكال التلاعب التي يلجأ إليها بعض الوسطاء والسماسرة، بالإضافة إلى الإجراءات «المؤقتة» الخاصة بمنع استيراد بعض الفواكه كالموز والتفاح وغيرهما.
توقع بوسعادة أن تشهد بعض الأسعار انخفاضا خلال الشهر الفضيل، في إشارة منه إلى البطاطا، البصل، الثوم، الفصوليا، الشمندر السكري، بفضل تشديد الرقابة على المخازن ومستودعات التبريد والإجراءات الرقابية التي تندرج في إطار محاربة ظاهرة المضاربة والتجارة الموازية، زيادة على الدعم الذي ستوليه الدولة في هذا المجال.
وعلى ضوء ذلك تمكنت فرقة الرقابة المختصة بالسوق الكائنة ببلدية الكرمة، غير بعيد عن السيار شرق- غرب من حجز 36 طن من المواد المخزنة من السلع المهربة، عثر عليها عند مدخل الباب الرئيسي، ما دفع إدارة السوق إلى إخطار مديرية التجارة التي باشرت في اتخاذ الإجراءات اللازمة، وفق ما أشير إليه.
وفيما يتعلّق بتكاليف الكراء والتزامات الوكلاء، أكّد بوسعادة أنّ الوضعية المالية لهذه المؤسسة العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري على أحسن ما يرام ولا يوجد ذمة على عاتقها تجاه مديرية الضرائب والمالية في وقت بلغ فيه عدد موظفي السوق 130 عاملا، منهم 26 إداريا و10 عمال التحكم، و 36 عون أمن ووقاية و58 عامل نظافة.
وعلى الرغم من بعد السوق عن المدينة، إلا أن التنظيم المحكم وتوفير وسائل العمل والأمن، جعلها محل استقطاب 2000 زائر يوميا وأكثر من 500 شاحنة تدخلها من 29 ولاية مجتنبة محاور طرقات المدينة، عكس سوق الجملة القديم الذي لا يبعد كثيرا عن وسط المدينة، حسب ما أشار إليه بوسعادة، مؤكدا أن «غاية المؤسسة ترتكز على ضمان الخضر والفواكه لسكان جميع بلديات ولاية وهران».
وقد استطاع هذا المرفق التجاري تحقيق وفرة في الخضر والفواكه التي قدّرت كميتها خلال الثلاثة أشهر الأولى من السنة الجارية بـ 29332.70 طن من الفواكه والخضر، فيما سجّلت إحصائيات 2016 دخول ما يعادل 165.750.39 طن من الخضر و44.490.30 طن من الفواكه.
ويتوفر السوق الذي تفوق مساحته 18 هكتار، على 10 حظائر تحتوي كل واحدة على 24 محلا، مساحة كل واحد 260 م2 و20 غرفة تبريد بسعة 220 م3 للغرفة الواحدة، إضافة إلى بنك ومقر للدرك الوطني ومقهى ومطعم و4 أكشاك و7 حظائر للسيارات بقدرة استيعابية تفوق 1000 سيارة.
يضم المرفق التجاري سوقا للمواشي على مساحة 6.6 هكتار وأخرى لبيع السيارات القديمة على مساحة 3.3 هكتار، كما يسيّر بالموازاة بعض الأسواق المغطاة الجوارية بوهران، كسوق حي الصباح، حي الياسمين والكرمة، حسب ما ذكره بوسعادة، مؤكدا أن «غاية المؤسسة ترتكز على ضمان الخضر والفواكه لسكان جميع بلديات ولاية وهران».
على هذا الاساس باتت السوق همزة وصل بين ولايات الشرق والغرب والوسط، حيث تموّن من الوسط والشرق وتسوق كل سلعها إلى الجهة الغربية والجنوب الغربي» ومن أهم الولايات التي تتعامل معها معسكر، سعيدة، تيارت، سيدي بلعباس، مستغانم، تلمسان، الوادي، غرداية، سطيف، المدية، بسكرة، عين الدفلى، الشلف، العاصمة، برج بوعريريج، بومرداس، البويرة وتيزي وزو.