أكد عبد الحميد جلجلي، رئيس الجبهة الوطنية للأصالة والحريات، على أهمية الانتخابات التشريعية ل 4 ماي، معتبرا إياها تحصينا للأمة مما يحدق بها من مخاطر وما يحاك ضدها في المخابر الأجنبية من خلال طمس هويتها لإضعافها، والنيل منها حسب ما يخططه مهندسو «الاستعمار الجديد»، كما تعد «صفعة في وجه الخونة المتربصين بالجزائر».
شرح جلجلي، أمس، خلال الندوة الصحفية بمقر الحزب بحي الصومام بباب الزوار، ظاهرة العزوف، مستعرضا الأسباب التي أدت حسبه إلى هذه الأخيرة، ومقترحا الحلول انطلاقا من برنامج حزبه الذي يقترحه على المواطنين خلال الحملة الانتخابية، داعيا الشعب الجزائري إلى تلبية النداء والإدلاء بصوته في هذا الاستحقاق، «كما لبى نداء محاربة الإرهاب، والمصالحة الوطنية، لمصلحة الجزائر».
ومن أهم الأسباب التي أدت إلى العزوف وتكريسه لدى الجزائريين حسب المتحدث عدم تحصين الأمة بقيمها وثوابتها، لافتا إلى أن تفريغ المواطن «من هويته»، جعله لا يعير الاهتمام لمثل هذه الاستحقاقات، وبالتحديد المشاركة التي تمثل للجهات الأجنبية أو «اللوبي الصهيوني « مؤشرا هاما لمدى نجاح مشروعها المتمثل في « الاستعمار الجديد « الذي يريد طمس الهوية الوطنية، ولا يستعمل لتحقيق ذلك دبابات ولا صواريخ، وإنما من خلال التحكم عن بعد ببث أفكار خارج القيم والثوابت والأعراف التي تقوم عليها الأمة .
ويعد هذا الخطاب الذي يعرضه الحزب حلال الحملة الانتخابية، البديل الذي يراهن عليه لتغيير نظرة «الأغلبية الصامتة « واستمالتها، للمشاركة في عملية الاقتراع والإدلاء بصوتها ولو بوضع ظرف فارغ، بدون اختيار أي قائمة حزبية، مشيرا إلى أن برنامج الجبهة الوطنية للأصالة والحريات السياسي، قائم على مواجهة الحرب الفكرية التي « سيطمسها صمودنا ووقوفنا صفا واحدا يوم 4 ماي».
ذكر في هذا السياق أن هناك أحزاب « زكت قوائم ليست في مستوى إقناع المواطن، ومنها من زكى قوائم من عائلات الحركى، ومروجي الرذيلة، وأخرى تريد تشويه المحيط، حتى يمل المواطن «، محذرا أن مثل هذه الأمور لا يجب أن تجعل هذا الأخير ينقم على وطنه، متسائلا إن كانت «هذه الأخطاء متعمدة أم لا «.
تحدث جلجلي عن النخبة السياسية، معتبرا أن النخبة الحكيمة هي التي تمهد الطريق وتختصره وتؤمنه للأمة حتى تصل إلى قمة الازدهار والرقي ، وليس «للتخلاط «، ولا يكون ذلك - حسبه - إلا بالتنمية البشرية التي تساهم في «تأطير المجتمع».