دعا رئيس حزب جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد، أمس الأول، إلى رقمنة نظام الضرائب، ما من شأنه عصرنته، مثل باقي القطاعات التي مسّها التحديث. معتبرا أن الزيادة في الضرائب كل مرة مرهقة، ما يستدعي مراجعة المنظومة الضريبية والذهاب إلى ما أسماه بمصالحة ضريبية وطنية على الأقل لفترة سنة.
في هذا الإطار، اقترح بلعيد خلال تجمع شعبي نشطه بدار الثقافة هواري بومدين بسطيف، في إطار الحملة الانتخابية لتشريعيات ماي الداخل، إجراء مصالحة ضريبية يتم فيها إعفاء الجميع خلال فترة معينة، بغية ضبط الأمور الضريبية ثم الانطلاق من جديد من نقطة الصفر، إلى جانب إنشاء برنامج جديد يمكن من تحصيل 60 من المائة من الضرائب غير المحصلة وعدم معاقبة دافع الضرائب الملتزم بالزيادة كل مرة في نسب الضرائب وتوفير الإمكانات المادية والبشرية اللازمة لهذا القطاع.
لدى تطرقه إلى الأزمة الاقتصادية، أكد رئيس جبهة المستقبل أن زيادة الضرائب في قانون المالية، هو عقاب للفئة الملتزمة التي تدفع الضرائب والمتمثلة في 40 من المائة فقط، والنسبة المتبقية التي لا تدفع الضرائب من رجال الأعمال والمال يتمتعون على حسابها.
الساحة السياسية بحاجة إلى إصلاح ونضال حقيقي
ومن بسكرة، أكد رئيس جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد، أن حزبه لم يدخل الساحة السياسية من باب التطفل، بل كمناضل، طمعا في الإصلاح والتغيير الحقيقي للمفاهيم والمبادئ، والحوار البناء في سعي نبيل له لتنظيف الساحة وإعطاء الأمل للشعب واستعادة ثقته رغم فتوته، مشيرا إلى أنه حزب حقيقي وليس سجلا تجاريا مناسباتيا أو حزبا مجهريا.
قال بلعيد خلال تجمع شعبي نشطه بولاية بسكرة، إن ثقافة المحاسبة والتقييم في الجزائر، فتحت المجال أمام الانتهازيين للتسيير والتخطيط ورمي المسؤولية على الشعب الذي يتحمل عواقب أخطاء هؤلاء، عبر فرض ضرائب وزيادات وغيرها من القرارات الارتجالية، داعيا إلى ضرورة المحاسبة والتقييم على كل المستويات لتحديد المسؤوليات.
وأوضح بلعيد، أن الشعب واعٍ، لأنه جرّب أزمات ومآسي كثيرة، مشيرا إلى أنه إنْ لم تعالج مشاكل اليوم فستدخل البلاد في متاهات ومشاكل أكبر مستقبلا، وذلك لا يكون إلا بحوار ونقاش جدي وبناء دون أي إقصاء، رغم أن المهمة صعبة.
في حديثه عن الأزمة الاقتصادية، أكد بلعيد أن المؤسسات الصغيرة قوة إنتاجية حقيقية، بإمكانها المساهمة في تنويع الاقتصاد والخروج من تبعية البترول وبناء صناعات مختلفة ومتعددة قادرة على خلق الثروة ومناصب شغل مستديمة وتجاوز المرحلة الراهنة وتصحيح أخطاء الماضي، والسبب في ذلك أن ما صرف من أموال في الإنجازات لا يعبر بكثير عما خرج من أموال الخزينة العمومية.