دشـن مشاريـع بسطيف ضمـن برنامج رئيـس الجمهوريـة

سـلال: ضرورة المراقبة للحـدّ مــن المضاربـة في أسعـار الإسمنت

مبعوثة «الشعب» إلى سطيف: س. بوعموشة

أشرف الوزير الأول عبد المالك سلال، أمس الأول، لدى زيارته التفقدية إلى عاصمة الهضاب العليا سطيف، على تدشين عدة مشاريع في مجال الصناعة والطاقة والكهرباء، التعليم العالي وأخرى متعلقة بتسليم مفاتيح سكنية في صيغة العمومي الإيجاري والاجتماعي الإيجاري والعمومي المدعم، وعقود الامتياز للمستثمرين.
أول محطة، قام الوزير الأول بتدشين خط الإنتاج الثاني للمجمع الصناعي للإسمنت بعين الكبيرة، بطاقة إنتاج (02) مليوني طن سنويا، المندرج في إطار الاستراتيجية الصناعية التي سطرتها الدولة لإنعاش الاستثمار المنتج.
أثناء معاينته المصنع شدد سلال على ضرورة مراقبة مصالح الأمن لتفادي المضاربة في أسعار الإسمنت التي تشهد ارتفاعا في السوق الوطنية. وبحسبه، فإن الإنتاج الوطني في هذه المادة كاف، مؤكدا أن استيراد هذه المادة هذه السنة غير وارد، مؤكدا على استيراد مادة الحديد.
وطالب المعنيين بالتنظيم لتسوية مشكل التسويق، مشيرا إلى أن الوزارة الأولى طلبت من وزير النقل إعداد دراسة للانطلاق في إنجاز خط السكك الحديدية لنقل الإنتاج، كونها أسرع وسيلة للنقل. لكنه استطرد قائلا: «عليكم بمضاعفة العمل، إن أمكن قوموا بالشحن ليلا ونهارا لتوفير هذه المادة في السوق الوطنية».
في هذا الإطار، أوضح مسؤول المصنع أن هذه الاستثمارات الكبيرة تندرج في سياسة بلوغ الاكتفاء الذاتي من مادة الإسمنت ووقف الاستيراد، بحيث أن هذا المشروع يستهدف تغطية احتياجات السوق الوطني أولا، كما يسمح باستحداث 1850 منصب شغل، منها 350 منصب صناعي مباشر. علما أن 100 مهندس استفادوا من برنامج تكوين وتحويل التكنولوجيا في مصانع البناء بفرنسا، إسبانيا وألمانيا، ويطمح المجمع لتحقيق 2.5 مليون طن نهاية السنة الجارية.

رؤية استشرافية في إنجاز محطات توليد الكهرباء

دعا سلال خلال تدشينه محطة توليد الطاقة الكهربائية ببلدية عين أرنات، الواقعة على بعد 7 كلم غرب عاصمة الولاية، إلى اعتماد رؤية استشرافية في مجال إنجاز محطات توليد الطاقة الكهربائية، بالاعتماد على الدراسات طويلة المدى والاحتياجات، كي لا تحدث الانقطاعات في فصل الصيف، مثلما شهدناها في سنوات ماضية. مشيرا إلى أن سياسة الدولة في الوقت الحالي، تتجه لإنجاز مشاريع استثمارية بمناطق الهضاب العليا والجنوب، لتحرير الشريط الساحلي والاستثمار في الطاقات المتجددة.
وبحسب الشروحات المقدمة للوزير الأول، فإن الطاقة الإجمالية لهذه المحطة التي تم إنجازها من طرف شركة إنتاج الكهرباء «شركة فرعية لمجمع سونلغاز»، بالتعاون مع المجمع الكوري الجنوبي هيونداي إنجينيرينغ ودايوو إنترناشيونال، تتجاوز 1015 ميغاواط.
وسيسمح تشغيل هذه المحطة الكهربائية، المتربعة على مساحة 30 هكتارا وتطلب إنجازها تسخير مبلغ يقارب 10 ملايير د.ج، بتلبية الطلب المتزايد على الطاقة الكهربائية عبر كامل منطقة الهضاب العليا.

إيلاء رياضة النخبة الأهمية والتركيز على الرقمنة

ثالث محطة أشرف على تدشينها رفقة وزير الشباب والرياضة، هي المركب الرياضي المجاهد الفقيد مختار عريبي بعين أرنات، وملعب كرة القدم بسعة 1200 مقعد ومسبح شبه أولمبي مع حوض تدريب، وقاعة متعددة الرياضات بسعة 500 مقعد، أين شدد على منح الفرصة للشباب لتفجير مواهبهم باعتبارهم قوة، من خلال الاستغلال الأفضل للفضاءات الرياضية، وإعطاء أهمية لرياضة النخبة. قائلا:»يجب أن تجندوا أنفسكم، اليوم نحن في حرب النخبة»، مطالبا بتغيير الذهنيات والرفع من المستوى، مذكرا برموز الرياضة الجزائرية المنحدرين من ولاية سطيف.كما كان لسلال حديث مع قدماء كرة القدم بالولاية، بعد أن طاف بأجنحة المركب،.
الوجهة التالية كانت بلدية العلمة، شرق سطيف، أين دشن المدرسة العليا للأساتذة «مسعود زغار»، التي أنشئت في 11 جويلية 2015، حيث طالب ببذل مجهودات في مجال اللغات الأجنبية والتركيز على الإعلام الآلي والرقمنة، كونهما سلاح المستقبل.
علما أن من مهام هذه المدرسة، البحث العلمي والتطوير التكنولوجي وضمان تكوين أساتذة مؤهلين تأهيلا عاليا لفائدة قطاع التربية، وكذا تلقين الطلبة مناهج البحث وضمان التكوين والمساهمة في إنتاج ونشر العلوم والمعارف، وأيضا المشاركة في التكوين المتواصل، كما توفر المدرسة تكوينا في الأدب العربي، التاريخ، الجغرافيا، اللغة الفرنسية، الإنجليزية، والعلوم الدقيقة.
وبحسب مدير المدرسة، فإن هذه الأخيرة تتوفر على 34 أستاذا دائما و24 أستاذا موظفا وتعتمد على الكفاءات من جامعة سطيف1 و2، وطلبات وزارة التربية، كما تستعين المدرسة بأساتذة أكفاء من ولايات جيجل، بجاية وسطيف، بحيث سيتم العام القادم تخريج أساتذة.
بالمقابل، أشرف الوزير الأول على مراسم تسليم مفاتيح 440 مسكن، منها 200 مسكن عمومي إيجاري، و240 مسكن اجتماعي إيجاري ومسكن عمومي مدعم ببلدية العلمة والمندرجة في إطار البرنامج الخماسي لرئيس الجمهورية، لفائدة 420 مستفيد، بحيث سلمت المفاتيح لـ16 عينة من العائلات المستفيدة، يتقدمهم شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة.
بعدها توجه سلال نحو بلدية سطيف، أين دشّن 6 آلاف مقعد بيداغوجي بجامعة سطيف 2 محمد لمين دباغين، حيث دعا إلى تحسين نوعية التعليم العالي. وطالب لدى تدشينه المركز الثقافي الإسلامي الفقيد رابح مدور، بوسط المدينة، الارتقاء بهذا المركز إلى جهوي إن لزم الأمر، وجعله ذا مستوى عال، يهتم بالبحث ويحضره علماء أجلاء.
كما دشن مجموعة فنادق نوفوتل- إيبيس، الذي بلغت قيمة استثماره 3 ملايير دج.
تواصلت زيارة الوزير الأول إلى مشروع إنجاز مصنع العجلات إيريس، بالمنطقة الصناعية لسطيف. لدى معاينته المصنع طلب من المسؤولين عليه إيجاد شريك أجنبي ذي علامة معروفة لتصدير منتوجهم للسوق العالمية، متعهدا بمرافقة هذا الاستثمار الخاص من خلال مساعدته على الحصول على اتفاقيات مع وزارة الدفاع الوطني، الداخلية وكل الإدارات،مشددا على ضمان النوعية الجيدة للمنتوج.
وأضاف، أن أهم زبائن هذا المصنع يجب أن يكون قطاع صناعة السيارات بالجزائر، وبحسبه فإنه يمكن تحقيق 4٪ من نسبة اندماج بفضل إنتاج العجلات. علما أن هذه الوحدة المختصة في إنتاج إطارات المركبات ذات الوزن الخفيف والنفعية والتي رصد لها مبلغ مالي يقدر بـ13 مليار دج، ستنتج أول عجلة مطاطية في سبتمبر 2018، وتطمح لتحقيق إنتاج 2 مليوني عجلة سنويا تخصص منها 20٪ للتصدير كمرحلة أولى.
بالمقابل، طاف سلال بأجنحة صالون الاستثمار «ستيف أنفست»، بالمنطقة الصناعية للولاية، الذي يضم 45 مستثمرا منتجا في مختلف مجالات الصناعة، واستمع لعرض حول القطب الصناعي، مع تسليم عقود امتياز لحوالي 15 مستثمرا محليا.
واختتم الوزير الأول زيارته إلى عاصمة الهضاب العليا، بتدشين سوق الجملة للخضر والفواكه بسطيف، داعيا القائمين على هذا السوق لأن تكون لديهم نظرة استشرافية والتفكير في التصدير، حيث يساهم هذا المرفق التجاري الذي خصص له 3,2 ملايير دج لإنجازه، في تنظيم أفضل لمسارات التوزيع. علما أنه يتوفر على 226 محل ويساهم في انتقال حوالي 500 ألف طن من السلع سنويا. بالمقابل، أشرف سلال على تسليم قرارات تخصيص 2000 مسكن في منطقة الباز.

..ويؤكد في لقائه مع ممثلي المجتمع المدني:
برامج السكن متواصلة وستوزع بشفافية على أصحابها
الدولة حريصة على وفرة السلع والتموين الدائم للسوق الوطني

تعهد الوزير الأول عبد المالك سلال، أمس الأول، بمواصلة إعادة بناء القاعدة الصناعية الوطنية ودعم الإنتاج الوطني لرفع جودته وقدرته التنافسية وتحقيق التطور في المجالين الاقتصادي والاجتماعي، مؤكدا أن برامج السكن متواصلة من خلال توزيع الوحدات السكنية على أصحابها بكل شفافية وكذا تقدم المشاريع عبر كل التراب الوطني.

كما أكد أن الدولة ستبقى أيضا حريصة على وفرة السلع والتموين الدائم للسوق الوطني والأداة الوطنية للإنتاج، مع ضبط الأسعار وترشيد الإنفاق العمومي الهادف لتحسين الأداء لا التقشف وتحكم أكبر في التجارة الدولية لتقليص فاتورة الاستيراد.
وأبرز في لقائه مع ممثلي المجتمع المدني والسلطات المحلية بسطيف، أهمية تعزيز الاستثمار في المجال الفلاحي، بزيادة المساحات المسقية ورفع مردودية المحاصيل واستصلاح الأراضي والمكننة، تشجيع الشراكة بين القطاعين العام والخاص في الإنتاج الزراعي والحيواني، ومنشآت التخزين والتحويل الغذائي لتحصين أمننا الغذائي ورفع قدرات التصدير. كذلك الشأن بالنسبة لتوسيع شبكات المياه والكهرباء والغاز واستمرار التوظيف في قطاعات التربية والصحة وإنجاز وتجهيز الهياكل بهما. كما سيتم تشجيع المبادرات في المجال السياحي بمختلف أشكاله، مع التركيز على تطوير مناطق التوسع السياحي ورفع القدرات الفندقية الوطنية وتكوين العاملين في القطاع وتدعيم عروض النقل والخدمات والترويج لوجهة الجزائر السياحية.
وشدد سلال على ضرورة التركيز مستقبلا، على مجالات الحفاظ على الانسجام والتماسك المجتمعي واستكمال بناء الاقتصاد الناشئ وترشيد أداء أجهزة الدولة من جوانب الإنفاق، والتنظيم والضبط ورفع القدرات الوطنية التكنولوجية والتسييرية، مع وجوب الإبقاء على الجامعة والخدمة الوطنية كفضاءين للتبادل والتفاعل بين أبناء الأمة الواحدة والمتوحدة، داعيا الشباب لاكتشاف مناطق بلادهم وسكانها، لأن التبادل يبني الشخصية، يعلم التسامح وقبول الآخر، على حد قوله.
وبحسب الوزير الأول، فإن الجزائر بدأت تجني ثمار عملها وتباشر هي الأخرى نَفَسَها الثاني.
وعلى الرغم  من الظرف الاقتصادي والتقلبات العالمية السياسية والأمنية وحملات التشكيك واليأس، تبقى الجزائر واقفة، متمسكة بمبادئها وحرة في قراراتها، مضيفا أنه من جهة أخرى هناك ديناميكية حقيقية في خلق النشاطات والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ساهمت بقدر كبير في تقليص نسبة البطالة وارتفاع عائد الجباية خارج المحروقات.

تكنولوجيات الإعلام والاتصال حسّنت الخدمة العمومية

موازاة مع ذلك، أكد سلال أن تعميم الرقمنة واستخدام تكنولوجيات الإعلام والاتصال، سمح بتحسّن ملحوظ في مستوى الخدمة العمومية وتسهيل وتبسيط حياة المواطنين في إجراءاتهم وتعاملاتهم اليومية. غير أنه لم ينف وجود نقائص يجب تداركها وأهداف لم يتم بلوغها بعد. كما أن الحفاظ على حركية المجتمع والاقتصاد ضروري، لأن الجمود يولد حتما التراجع، على حد تعبيره.
واختتم خطابه قائلا: «سيقول المشككون إن هذه أحلاما بعيدة أو مستحيلة، وأجيبهم بكلمات مجاهد زرته وهو على فراش المرض، فسألني عن أوضاع البلاد ثم قال لي: «لقد واجهنا الاستعمار بالإرادة والشجاعة وأنتم منّا، وأبناؤنا وبإذن الله ستستطيعون بنفس الروح التغلب على الأزمات وتحقيق التنمية».     س.ب

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19818

العدد 19818

الأربعاء 09 جويلية 2025
العدد 19817

العدد 19817

الثلاثاء 08 جويلية 2025
العدد 19816

العدد 19816

الإثنين 07 جويلية 2025
العدد 19815

العدد 19815

الأحد 06 جويلية 2025