أكد عميد كلية الإعلام والاتصال أحمد حمدي، أن الصحافة الجزائرية في تحسن مستمر، لكن ينقصها المهنية والاحترافية في العمل، داعيا إلى ضرورة تنظيم دورات تدريبية مكثفة لفائدة الصحافيين تعتمد على الجانب التطبيقي أكثر من النظري المعمول به حاليا والذي لا يساهم في تطوير مستوى التكوين الإعلامي.
تطرق الأستاذ حمدي في تصريح لـ «الشعب»، تزامنا وإحياء اليوم العالمي لحرية التعبير، إلى واقع الإعلام في الجزائر، مشيرا إلى أنه مايزال بعيدا عن مستوى تطلعات أصحاب المهنة، نظرا للعراقيل التي تعترض القطاع، لاسيما فيما يخص الجانب التنظيمي الذي تم إهماله ولم تعط له الأهمية اللازمة، بل اقتصر الأمر على الانفتاح الإعلامي للصحافة المكتوبة فقط، زيادة على فتح المجال لقطاع السمعي البصري الذي من المفروض أن يشكل خطوة هامة في تطوير حرية التعبير في الجزائر، إلا أن أكثر من 54 قناة تلفزيونية خاصة معتمدة، وغير خاضعة للقانون، تنشط وتسعى إلى نقل الحقائق، إلا أنها محسوبة على دول أجنبية كبريطانيا والأردن وليس الجزائر.
من جهته أخرى، دعا الدكتور حمدي الصحافيين الجزائريين، إلى ضرورة الدفاع عن هذه المهنة الشريفة، التي تساهم في صناعة الرأي العام وتنويره، وعدم الاستلام لبعض الجهات التي تسعى إلى تحطيم التنظيمات النقابية، موضحا أن إنشاء نقابة فاعلة وحدها قادرة على استرجاع حقوق الصحافيين وحل المشاكل المهنية والاجتماعية التي تعترضهم، قائلا: «الناشرون ومديرو المؤسسات الإعلامية ساهموا بشكل كبير في القضاء على روح العطاء والمبادرة لدى الصحافيين الجزائريين وهو ما جعلهم يفتقدون الاحترافية والمهنية في الممارسة الإعلامية».
ولم ينف الأستاذ حمدي، تطور مسار الصحافة الجزائرية، باعتبارها مرت بمراحل عديد، أبرزها يتعلق بالدستور الجديد الذي يضمن حرية التعبير ويسمح بالنهوض بقطاع الصحافة أكثر، كونه يكرس حق حرية التعبير والرأي، وهو ما يدل على أن الإعلام الجزائري، على الرغم من السلبيات التي تحول دون ترقيته إلى مستوى أعلى، إلا أنه سجل تحسنا ملحوظا فيما يخص تجسيد ممارسة الحرية الإعلامية على أرض الواقع، بالإضافة إلى تطوير الصحافة من الناحية التقنية وكذا المادية التي تسير في اتجاه لا بأس به مقارنة بالسنوات السابقة.
كما أوضح عميد كلية الإعلام والاتصال، أن مضامين وسائل الإعلام من صحافة مكتوبة ومرئية، بحاجة إلى إعادة النظر وتطويرها إلى المستوى المطلوب، كونها - على حد قوله - تفتقد إلى عنصر الاحترافية، وأن المشهد العام لحرية الصحافة في الجزائر لا بأس به وفي تحسن مستمر لكن ينقصه المهنية والاحترافية ومدى تدفق المعلومات الصحيحة، مشيرا إلى أن الندوات والمحاضرات التي تنظمها وزارة الاتصال لفائدة الصحافيين مهمة، لكن لا تكفي لضمان تكوين جيد يؤهلهم لأداء مهنة الصحافة على أكمل وجه من خلال الالتزام بالاحترافية المرتبطة أساسا بأخلاقيات المهنة.