«الشعب» تستطلع آراء المواطنين حول الاستحقاقات

التصويت: تطلـع لأمـل جديــد وبرلمـان قـادر علـى تحمل المسؤوليــة

حياة كبياش

اختيار البرامج الأكثر اهتماما بالقاعدة والالتزام بالوعود

 عبّر عدد من المواطنين في الانطباعات التي رصدتها جريدة «الشعب»، خلال تغطيتها، أمس، لأول تشريعيات في إطار الدستور الجديد، عن الدافع لقيامهم بالفعل الانتخابي. وعلى بالرغم من اختلاف وجهات نظرهم، إلا أنها تقاطعت في نقطة جوهرية، تتمثل في أن هذا الاستحقاق هام جدا وهو «من أجل الجزائر»، ما يترجم درجة الوعي التي بلغها الجزائريون باختلاف الجنس والسن والمستوى التعليمي بأهمية المرحلة القادمة.
شمل هذا الاستطلاع الذي قامت به «الشعب»، عيّنات من الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم واستجابوا لنداء الواجب، الذي يمليه عليهم الوطن، وفي نفس الوقت مارسوا حقا دستوريا يمنحهم حرية اختيار من يرونه الأنسب والأجدر لتمثيلهم في المجلس الشعبي الوطني، طيلة 5 سنوات، عمر العهدة البرلمانية. مع الإشارة إلى أن الانتخاب تم على أساس معيارين، إما على أساس ممارسة حق المواطنة في الفعل الانتخابي، وإما على أساس نضالي.
وتقتضي المواطنة، بحسب ما ذكر لنا أحد الناخبين «إطار في مؤسسة»، التصويت لصالح حزب معين أو حتى بورقة بيضاء، وقال إنه انتخب وهو يمارس حقه كمواطن في الفعل الانتخابي. وترجع ظاهرة العزوف بنظره إلى سببين: الأول، سياسي، تقوم به أحزاب لأنها ضد النظام السياسي وعددها في الجزائر لا يكاد يذكر. والسبب الثاني، يتعلق بوضع اجتماعي واقتصادي وعلاقة ذلك بالقدرة الشرائية، لكن «لدينا وطن لابد أن نحافظ على استقراره، لأن بدون أمن، لا يمكن أن تتحقق المطالب الاجتماعية... لأن البيت إذا انهار فإن الريح تهب من كل جانب...».
انتخبت... لردّ الجميل  
هناك من انتخب من موقف شخصي، على أساس ردّ الجميل للدولة، منهم السيد «ع.ك» الذي استفاد من سكن اجتماعي، بعدما كان يقطن بيتا مهترئا في أحد الأحياء الشعبية بالعاصمة. يرى أنه أقل شيء يقوم به تجاه من أخرجه «من الغبينة لمدة تزيد عن 20 سنة»، على حد تعبيره. ويرى أن كل من استفاد من أي دعم من الدولة أن يقدم لها شكره بالمشاركة في الفعل الانتخابي.
من المواطنين الذين قاموا بالتصويت على أساس استقرار الوضع في ظل الاحتجاجات والرهانات الإقليمية، شأن هذا الناخب كريم.ب أستاذ متقاعد، الذي أبدى استياءه من الاضطرابات التي عرفها قطاع التربية والتي أثرت على العملية التربوية، مشيرا إلى أن هناك مطالب تعجيزية، وهذا ما يغذي - بحسبه - الفتنة ويؤثر ذلك على استقرار المجتمع.
انتخبت... لأن الشباب يحمل نفسا جديدا
قال لنا علي.ك، هو إطار سامي، إنه انتخب للحفاظ على استمرارية مؤسسات الدولة، تجنبا للمراحل الانتقالية، لأنه يدرك عواقب هذه الأخيرة. وبالنسبة له، هذه الانتخابات تجري في ظل ظرف إقليمي صعب والجزائر تحت أنظار العالم، خاصة الدول التي تريد لها أن تضعف وتصبح لقمة سائغة، في حين أنه يجب على كل الجزائريين أن يثبتوا من خلال الانتخاب حبّهم لهذا الوطن ورفض كل من يتربص به الدوائر.
ما لاحظته «الشعب» خلال زيارتها لبعض مراكز ومكاتب التصويت بالعاصمة، سواء المتواجدة بشرقها أو بوسطها، أن هناك توافد للشباب بأعداد مختلفة من مركز لآخر.
اقتربنا من بعضهم وسألناهم،لماذا انتخبوا؟ فكان جواب أسامة، طالب جامعي، أنه انتخب كشاب، نظرا للكم الهائل للمترشحين من فئة الشباب، ما يعطي الأمل، بحسبه، في أن يكون هناك نفس جديد، ويفتح المجال أمام الجيل الصاعد في خلافة الجيل القديم. ويرى أن ذلك قد ينهي الصراع بين الأجيال في التداول على كرسي المسؤولية، خاصة بالبرلمان.
من جهته قال الشاب «ح.ع»، إن الانتخاب فرصة ليعبّر كل إنسان عن رأيه بحرية ويختار الأشخاص الذين يرى أنهم يستحقوا صوته وثقته، مشيرا إلى أن الشباب الموجود في قوائم الترشح، يحمل نفس المشاكل ونفس الطموحات وذلك يلعب دورا في اختيار المترشح.
انتخبت... لأنه حق دستوري مارست به فعل المواطنة
بينما ذكر الشاب «م.ح»، موظف بإحدى المؤسسات، إنه انتخب كممارسة لفعل المواطنة، «لا يهمني الشخص الذي اختاره بقدر ما تهمني عملية التصويت في حد ذاتها. وانتخبت لأنه حق دستوري وسلوك حضاري، مادام نحن في دولة نظام حكمها ديمقراطي».
واعتبر أحد الشباب أن الانتخاب إدلاء بالشهادة أمام الله، وتلبية لنداء الوطن الذي يدعوني للتصويت، «وأنا لبّيت هذا النداء»، بغض النظر عن المشاكل التي يعيشها كشاب مقبل على الحياة. وقال إنه علينا أن نكون إيجابيين، مبديا أمله في أن يحمل البرلمان القادم على عاتقه انشغالات الشباب ويجد لها حلولا.
كما شاركت النساء في عملية التصويت وقد عبّرت بعضهن عن ارتياحهن «لغزو النساء» قوائم الترشح، ما يعني، بحسبهن، أن المرأة أصبحت قوة اقتراح، ما يضمن لهن الحصول على مزيد من المكتسبات.
أما السيدة خديجة التي تجاوز عمرها 60 سنة، فإنها انتخبت من أجل مستقبل أولادها، على حد تعبيرها، مشيرة أنها لا تفقه شيئا في السياسة، إلا أنها تعي تماما أن الانتخاب شيء ضروري من أجل الوطن.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024