نسبة التوافد ارتفعت بعد الظهيرة
كانت الساعة تشير إلى ١١ صباحا عندما دخلنا القصبة لتستطلاع العملية الانتخابية بهذه القلعة التاريخية والصرح الحضاري، لنقف على حركة غير عادية للسكان الذين يتحركون في كل الاتجاهات، حاملين معهم بطاقة الناخب، رفقة الوثائق الأخرى المتعلقة بالهوية، متوجهين إلى ثانوية الأمير عبد القادر ومتوسطة ابن بني١ و٢ وإبراهيم فاتح بأعالي باب جديد، في حين سجلنا أن المؤسستين أمّ سلمة وإبن شنب، الواقعتين بسيدي عبد الرحمان مغلقتان.
وإن كان هناك هدوء ملاحظ في الصبيحة، فإن الكثير مّمن تحدثنا معهم، راهنوا على التوافد الواسع خلال فترة مابعد الزوال، أي خلال الظهيرة، شرعت أعداد هائلة من المنتخبين في التوافد على صناديق الإقتراع لأداء واجبهم، أمام تنظيم محكم للإدارة وأعوان مصالح الأمن.
يلاحظ لأول وهلة، أن المراكز الإنتخابية وضعت خارج القصبة، أي على الحواف للسماح لأكبر عدد من الأشخاص التوجه بسهولة إلى تلك الأمكنة، وحتى الوصول بالطريقة الميسرة، لتفادي دخول تلك الأزمة، الضيقة، والممرات المحدودة.
هكذا، فإن تلك الحركة الحيوية، ازدادت تألقا عندما وجدنا مجموعة من السياح الأجانب عند السيد خالد محيوت، الذين عبروا لنا عن ارتياحهم بوجودهم في الجزائر خلال هذه الأيام.
وهم يتنقلون من جهة إلى أخرى، كما أبدى لنا دليلهم السيد رشيد عن فرحتهم في إقامتهم في بلادنا، خاصة وأن حضورهم يصادف حدثا وطنيا هاما في مسيرة الجزائر الفتية.
في هذا الإطار، دعا السيد محيوت وهو من قدامى القاطنين في هذا الحي، سكان القصبة إلى الإقبال على اختيار ممثليهم في البرلمان القادم، وهذا كسلوك حضاري لا بديل عنه من أجل التعبير عن حق دستوري في الجزائر المستقلة، وعدم ترك الفراغ للآخرين ليحلوا محله في هذا الموعد.
وطالب من النواب القادمين، التقرب من المواطن والتواصل معه في قضاياه اليومية والمشاكل التي يعاني منها، وعدم الانبهار بأضواء المدينة التي قد تبعدهم عن ولاياتهم، وبهذا ينكثون العهد، ويتنصلون من تلك الثقة الموضوعة فيهم، وهذا ما يتخوف منه الذين منحوهم أصواتهم. لذلك، فمن الضروري العمل بصيغة المداومات الثابتة، التي تكون مرجعية بالنسبة للمواطن.
من جهة أخرى يرى السيد محيوت، أنه على ممثلي الشعب بالعاصمة القادمين والذين سيشغلون ٣٧ مقعدا بالبرلمان، إيلاء العناية أو بالأحرى الإلتفات إلى مطالب وانشغالات السكان الذين يعانون جراء بقاء عدد كبير منهم في منازل تهدد حياتهم، وحاليا فإن هناك حالات تستدعي المتابعة والمراقبة هناك، «دويرات» بالقصبة تم الاستيلاء عليها من طرف البعض، كما هناك من يقيم بصفة غير شرعية إلا أن الأمور يراها هؤلاء عادية.
والكثير من السكان الذين التقيناهم قرروا التصويت خلال الفترة المسائية، نظرا لمشاغلهم وإلتزاماتهم خلال الصباح، هذا ما تأكد لنا عندما تنقلنا إلى مراكز الإنتخاب حيث وجدنا عددا كبيرا يهرولون من أجل الانتخاب، وهذا بمساعدة الأعوان. كما أن المكلفين بهذه المهمة، أي تأطير العملية، سيروا الجانب الإداري بإحكام على مستوى البلديات، حيث انتشروا في المقرات من أجل توجيه الناس والتأكد من تسجيلهم لتسهيل لهم عملية الإنتخاب، هذا ما وقفنا عليه في عين المكان وما شدد عليه القائمون عند حديثنا معهم، الذين سهروا طيلة هذا الأسبوع الأخير لإنجاح هذا المسعى الوطني الرامي إلى تقوية عمل المؤسسة التشريعية في ظل الدستور الجديد، وما منح المعارضة البرلمانية من مزايا في هذا الجانب، هذا هو المناخ الذي كان سائدا أمس في القصبة.