قاطنو الأرياف بعين الدفلى والشلف:

الجزائر فوق الحسابات الحزبية

سجل الإقبال بالمناطق الريفية على صناديق الاقتراع في ولايتي عين الدفلى والشلف حدثا كبيرا، أعاد خارطة الوعاء الانتخابي بين أوساط متتبعي الاستحقاقات التشريعية، بالمقارنة مع المدن والمجمعات الحضرية التي ظلت تتناقل أخبار توافد النساء والرجال من قاطني المداشر والبلديات النائية التي لم تتأثر بشكل كبير بخطابات المترشحين، كما أكدته لنا العجوز «العالية.ك» البالغة من العمر 71 سنة. خروجنا للتصويت على الجزائر وأمنها الذي نتمتع به بعد المآسي التي ذقناها، هي العبارات التي جابهتنا بها العجوز العالية التي كانت تتوكأ على عصاها.
جسمها الهرم وضعف بصرها لم يكونا عائقين في قدومها إلى مركز التصويت بذات الناحية، التي تبعد عن مقر البلدية بحوالي 12 كيلومترا، بحسب ما أكد لنا مكاوي لخضر، رئيس البلدية، الذي كان يشرف على عملية إطعام مؤطري العملية التي مرت في ظروف تنظيمية وأمنية مقبولة جدا، بحسب ما نوه به مواطنو المنطقة.
عن وجود العجوز العالية بين نساء الناحية، على غرار ما سجلناه بقهوة الخميس وأولاد العربي وأولاد صالح وأولاد عدي، أشارت محدثتنا بلهجة أمازيغية، عرفنا ترجمتها من رئيس البلدية، أصوت على الجزائر والأمن الذي أتمتع به... ولا يهمني من يديها...
الصورة نفسها لمسناها بمنطقة الكرمة بتبركانين وبني بوكني بالعامرة والزكاكرة ببلدية عين بويحي، ناحية بوعروس، التي عانت فيها المرأة الأمرّين، حيث أكدت لنا الطالبة الجامعية نفيتسة فاطمة من العجايلية بنفس البلدية، عزمها على تسجيل نفسها ضمن المشاركات، لأول مرة، في العملية الإنتخابية التي تحضر تفاصيلها رفقة خالتها، أرملة أحد ضحايا الإرهاب بالناحية. إذا كان حضور المرأة الريفية بهذه الاستحقاقات ملفتا للنظر، رغم حالة التهميش التي تعاني منه والظروف العائلية والعادات التي تحدّ من هامش حضورها وتفاعلها مع المحيط، فإن الرجال بمختلف أعمارهم، خاصة الشباب منهم، قد أبانوا من خلال توافدهم على صناديق الإقتراع، كما سجلناه بحي الطابية بالعطاف، المشكل من نازحين من بلديات الماين وبلعاص وبطحية والجمعة أولاد الشيخ والذين استقروا بعدما شيّدوا مباني إسمنتية ببلدية العطاف التي توافد عليها عدد من المترشحين، كونها ذات وعاء انتخابي ريفي يقولون عنها، من رضي عنه سكانها حصد مقعدا أو مقعدين، كون الوعاء الانتخابي يصل 10 آلاف، يقول أمحمد.ع، من سكان المنطقة. هذا الإقبال الذي وقفنا عليه تم تسجيله بنسبة مشاركة بلغت 32٪ في حدود 11 صباحا، ما يعكس أجواء العرس الإنتخابي الذي صنعه سكان الريف بعين الدفلى.
أما بخصوص حشود النساء وساكني المواقع الريفية ببلديات الشلف، فهي بتراجع طفيف بالمقارنة مع عين الدفلى سجل حضورها بالموافقية والشقة بالشلف وأولاح سيدي صالح بمنطقة سنجاس والزمول وكوان والركبة وبئر الصفصاف وشجرة قاقة بوادي الفضة ولاكابير بالشطية، حيث سمح توفير وسائل النقل لهن بالمشاركة. حتى وإن تراجعت نسبتها بالمقارنة مع التشريعيات السابقة، فإن النداءات المغرضة لم تلق صداها لدى سكان الأرياف.
فعمي عبد القادر بن شهرة، من منطقة الشط بوادي الفضة، وجدناه قد تزين لزيارة المركز الانتخابي بمنطقة شجرة قاقة، حيث داعب الحاضرين بقوله: لا أتزين سوى لأداء صلاة الجمعة أو دخول الأسواق أو المحطات الإنتخابية التي لا أتأخر عن أداء واجبي الوطني. أنا أعرف ماذا أختار رغم أميتي... هي صورة من صور العرس الانتخابي التي سجلناها بمداشر الولايتين اللتين عانتا المآسي، واليوم تصنعان الحدث معلنتان تفوقهما على المدن في مثل هذه المواعيد الوطنية.
عين الدفلى/ الشلف: و.ي. أعرابي

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19469

العدد 19469

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19468

العدد 19468

الأحد 12 ماي 2024
العدد 19467

العدد 19467

الأحد 12 ماي 2024
العدد 19466

العدد 19466

الجمعة 10 ماي 2024