شكلت، أمس، مناسبة الانتخابات التشريعية بولاية بومرداس الحدث بامتياز، حيث بدأت ومنذ افتتاح مكاتب التصويت على الساعة الثامنة صباحا قوافل المواطنين تتلاحق على مراكز التصويت للإدلاء برأيهم واختيار ممثليهم في البرلمان. ولو أن الفترة الصباحية، مثلما رصدته «الشعب» في عديد المكاتب، كانت نوعا ما فاترة، على غرار المواعيد الانتخابية السابقة، لكنها سرعان ما انتعشت في الفترة المسائية، حيث انتقلت نسبة المشاركة من 11,84٪ على الساعة الواحدة زوالا إلى 19.27٪ في حدود الساعة الرابعة مساء.
أجمعت آراء عدد من ممثلي الأحزاب والقوائم الانتخابية المشاركة بولاية بومرداس في حديثهم «للشعب»، على السير الحسن لأجواء العملية الانتخابية التي سخرت لها الإدارة كل الإمكانات المادية والبشرية، ما عدا بعض التجاوزات والتوترات التي دارت في الغالب بين ممثلي القوائم الانتخابية في بعض الدوائر الانتخابية. هنا كشف مسؤول الهيئة الانتخابية لتحالف حركة حمس لولاية بومرداس جمال بريشي، متحدثا «للشعب»، «أن ممثلي بعض الأحزاب المشاركة على مستوى مراكز التصويت لدائرة يسر حاولوا التأثير على إرادة الناخب والضغط عليه للتصويت على قوائم انتخابية بعينها دون تدخل المراقبين، على حد قوله.
عكس ذلك، اعتبر مدير الحملة الانتخابية لجبهة المستقبل حميد شاوش، «أن عملية التصويت جرت في ظروف هادئة ولم تسجل أية تجاوزات قانونية ترقى إلى حد تدخل تنسيقية مراقبة الانتخابات، ما عدا بعض الأخطاء والهفوات المسجلة داخل بعض المكاتب، منها مكتب ببلدية سي مصطفى الذي لم يضع أوراق التصويت الخاصة بالحزب. نفس الأمر بالنسبة لممثل حزب العمال، وهو التوجه الذي كشف عنه منسق الهيئة الولائية لمراقبة الانتخابات حمادي مدني، الذي أكد بالمناسبة «أن الهيئة حتى فترة ما بعد الزوال لم تتلق أيّ إخطار من قبل المترشحين، ما عدا بعض الشكاوى الشفوية التي رفعها ممثلو عديد القوائم الانتخابية التي لن تخرج في أغلبها عن الاتهامات المتبادلة بين المشاركين ولا تتعلق بالجانب الإداري. وأضاف مدني حمادي، «أن مهمة الهيئة محددة قانونا بمراقبة ومتابعة سير العملية الانتخابية داخل مراكز ومكاتب التصويت بنشر 53 عضوا، موثقين ومحضرين قضائيين مكلفين بالمراقبة، ورفع تقارير مفصلة من بداية التصويت حتى إعلان النتائج وكل ذلك تحت مراقبة الملاحظين الدوليين للاتحاد الإفريقي والجامعة العربية الذين أجمعوا هم كذلك على السير الحسن للانتخابات بعد زيارتهم لعدد من مراكز التصويت على مستوى الولاية.
22 مركزا إنتخابيا جديدا بالمراكز النائية
ثمّن والي ولاية بومرداس عبد الرحمان مدني فواتيح، الوعي الكبير الذي أظهره المواطن خلال هذا الموعد الانتخابي وإصراره على المساهمة الفعالة في إنجاح الاستحقاق الانتخابي عن طريق الإقبال الكبير على المشاركة ورفع التحدي في وجه المشككين، في ظروف تنظيمية محكمة بفضل الإمكانات المسخرة للعملية، مشيرا في هذا الصدد «عن فتح 22 مركزا انتخابيا جديدا، منها 6 مراكز تم إعادة فتحها على مستوى بلديات عمال، بني عمران، بغلية، سيدي داود، دلس وغيرها من البلديات الأخرى التي عانت ويلات الإرهاب سابقا وهذا بعد استتباب الأمن الذي تنعم به كافة ربوع الولاية، لتسهيل مهمة التصويت للمواطنين القاطنين بالمناطق النائية.
كما يمكن الإشارة أيضا، أن الإدارة المحلية وفرت كافة الشروط الضرورية للمراقبين وأعوان المكاتب لمساعدتهم في التنقل بين مراكز ومكاتب التصويت.
