للإعلام دور في ترسيخ الروح الوطنية وإبراز تضحيات الشعب
دعا عامر رخيلة الباحث في الحركة الوطنية إلى محاربة ثقافة النسيان، والتيئيس من خلال إلصاق الفساد ببعض المجاهدين أحيانا والحملات التي تشن ضد البعض الآخر، منتقدا بعض وسائل الإعلام التي عملت على تشويه هذه الفئة بالحديث عن المكاسب الكبيرة التي استفادت منها.
أكد عامر رخيلة الذي نزل، أمس، ضيفا على جريدة “الشعب”، بمناسبة الذكرى 72 لمجازر 8 ماي 19٤٥ التاريخية أن ما قامت به وسائل إعلام من تشويه “أمر مقصود” ومدبر وفق منهجية لهدف معين وهناك سعي للتشكيك بكل ما له بالتاريخ أو ما يسمى “ التخوين التاريخي “، مذكرا أن القطيعة مع التاريخ حدثت بعد الاستقلال مباشرة، حيث كان يسود فكر معين .
هذه العوامل مجتمعة “تجعل أبناءنا لا يهتمون بالتاريخ و لا بالأحداث التي يسمعون بها شكل مناسباتي، ولذلك دعا إلى ضرورة تجاوز المناسباتية عند الحديث عن مثل هذه المناسبات، “لا بد أن يكون هناك حديث دائم و مستمر عن كل الأحداث التاريخية “، متسائلا عن مدى حضور المادة التاريخية في البرامج التلفزيونية بغض النظر إن كانت عمومية أو خاصة، مبرزا الدور الكبير الذي يجب على الإعلام أن يلعبه، لترسيخ الروح الوطنية و المواطنة، من خلال إظهار التضحيات الجسام التي قدمها الشعب الجزائري بمختلف شرائحه فداء للوطن.
تاريخيا، قال رخيلة إن الحديث عن التاريخ بدأ في الثمانينات و بالتحديد سنة 1981 -1982، حيث كانت تنظم ملتقيات وطنية تاريخية، وتم إعادة الاعتبار للمناسبات الوطنية، غير أنه على مستوى التربية الوطنية ظلت مادة التاريخ مهمشة، وأثيرت حولها إشكاليات “لمن تسند، وكيف يكون معاملها ومضمونها”.
والذي زاد الطين بلة حسب الباحث في التاريخ، أن بعض الوقائع والقضايا قدمت في إحدى الأوقات بروايات رسمية، لتتأكد بعدها من قبل الفاعلين و شهود العيان على أنها لا تروي الوقائع كما جرت، ما خلق – حسبه - هزة لدى الجزائريين ولدت لديه عدم الثقة، مشيرا إلى أن الحقيقة التاريخية المطلقة غير موجودة، لاسيما في ظل غياب الوثائق والمادة اللازمة لكتابة التاريخ الأرشيفية، بالإضافة إلى الذاتية، ولذلك “لا عجب عندما نرى اليوم جزائريين لا يعرفون تاريخهم “ على حد قوله، مشيرا إلى أن هناك مسؤولين “ ليس لهم أي علاقة لا بالأحداث التاريخية و لا بالتواريخ المتعلقة بها”.