عاد الوزير عبد القادر مساهل، خلال ندوة صحفية مشتركة، أعقبت أشغال الدورة 11 لاجتماع وزراء دول جوار ليبيا، رفقة المبعوث الأممي مارتن كوبلر ووزير الخارجية المفوض للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني محمد الطاهر سيالة إلى تفاصيل زيارتيه إلى المدن الليبية.
قال مساهل، إنه أعلن زيارة إلى المناطق الشمالية لليبيا، في 18 أفريل الماضي واستهلها من بنغازي ذات التاريخ الثوري الكبير، وحظي فيها بترحيب حار من قبل القائد العام للجيش الليبي المارشال خليفة حفتر، وخصه سكان المدينة ومدن البيضاء والزنتان ومصراتة وطرابلس باستقبال كبير.
وقال إن الزيارة الثانية خصصت لمدن الجنوب غات وغدامس، وشهدت لأول مرة جلوس أعيان وقادة قبائل الطوارق والتبو المؤثرة على طاولة الحوار لدراسة سبل تحقيق الحل الشامل بليبيا.
وأكد أن كلتا الزيارتين كانتا بالتنسيق التام مع السلطات الليبية وبموافقتها، وسمحت له بالوقوف على حجم المغالطات التي تتناقلها بعض المؤسسات الإعلامية قائلا«صحيح هناك مشاكل ولكني وجدت أن الشعب الليبي جد متماسك ومتضامن».
وأوضح أن الليبيين حققوا الكثير من التقدم عبر الحوار والمصالحة على الصعيد المحلي، حيث سوت معظم القبائل والمدن الخلافات التي عرفتها في 2014 عبر الطرق السلمية والحوار، وعاد كل شيء إلى طبيعته الأولى.
ولمس الوزير إرادة قوية في الذهاب سريعا نحو مصالحة حقيقة وسلم دائم، وترحيب شديد بالجهود التي تبذلها الجزائر، وقال إن « ما نقوم به مع ليبيا الشقيقة يدخل في إطار الواجب الأخوي وتضامن الجار وثقافتنا للعمل باتجاه الأشقاء ليس من أجل المجد والتشريف بل من أجل المصالحة والسلم».
من جانبه، أكد وزير الخارجية المفوض بالمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبي، محمد الطاهر سيالة أن «التدخل الخارجي والتدخل الإعلامي سببان مباشران في إطالة عمر الأزمة الليبية من خلال دعم طرف على حساب آخر وعبر دعم بعض وجهات النظر».
وأكد الوزير وجود تدخلات خارجية في الأزمة الليبية، من أطراف لها أطماع ومصالح، معتبرا أنه واقع لا يمكن التخلص منه في ظل طبيعة العلاقات الدولية الراهنة، وأشار أن الأطراف الليبية لجأت إلى مختلف الآليات الإقليمية والقارية والدولية، من أجل المساعدة في الدفع بالحل وعدم الخضوع لرغبات جهات معينة.
وأكد أن حل الأزمة بسيط ولكن بعض الأطراف تسعى دائما إلى صب الزيت على النار وإشعال الفتنة خدمة لأجندات ضيقة، وأكد في السياق أن خليفة حفتر طرف معترف به في مسار الحل السلمي للأزمة.
من جانبه، جدد المبعوث الأممي أن الحل بيد الليبيين أنفسهم، داعيا إلى مساعدتهم من أجل العمل في هذا الاتجاه، إلى غاية بلوغ الهدف المشترك والمتمثل في المصالحة الوطنية وبناء المؤسسات الموحدة للدولة.
في المقابل، أكد سيالة «أن زيارة الوزير مساهل إلى كل المدن الليبية تمت بالتنسيق التام والكلي مع المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا، مثمنا النتائج الباهرة التي حققتها».
وبشأن تعدد الأطراف الدولية الفاعلة في الملف الليبي، قال مساهل «الجزائر لم تطرح أية مبادرة على الإخوة في ليبيا، وتعدد المبادرات يؤدي إلى التشويش على الحل، نحن فقط لدينا تجربة أردنا أن نتقاسمها معهم، لقد مررنا نحن أيضا بالمجلس الأعلى للدولة ونفذنا بنجاح قانون الرحمة والوئام والمصالحة الوطنية الشاملة وحاربنا الإرهاب». وأكد أنها زيارته مفيدة للجزائر وللأطراف الليبية.