خلال يوم دراسي حول «الثورة الجزائرية بالصورة والضوء»

بن صالح: الأحداث التاريخية تبقى منقوشة في الذاكرة الجماعية

سهام بوعموشة

بجاوي: معركة السينما تغلبت على الدعاية الاستعمارية الفرنسية

أبرز رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح، الأهمية التي يوليها مجلس الأمة للمناسبات التاريخية، وحرصه على تنظيم الندوات المخلدة للثورة الجزائرية والتي تستقطب اهتمام الرأي العام، موضحا أن هذه المحاضرة تندرج في إطار الاحتفال بالذكرى 72 لمجازر الثامن ماي 1945، التي كشفت النقاب عن الوجه الحقيقي للمستعمر وعمقت الوعي الجماعي لدى الشعب الجزائري، الذي انتفض في وجه الاستعمار الغاشم بتضحيات الشهداء وتوجت بالانتصار ونيل الاستقلال.
في هذا الصدد، أكد بن صالح في كلمة ألقتها نيابة عنه رفيقة قصري نائب رئيس المجلس في افتتاح يوم دراسي حول «الثورة الجزائرية بالصورة والضوء» نظم بمقر المجلس، أن مثل هذه الأحداث ستبقى منقوشة في ذاكرتنا الجماعية ومحفوظة في سجلنا الوطني، ولم يفوت الفرصة للتنويه بالظروف الجيدة التي رافقت استحقاق الرابع ماي الماضي ـ قبله وأثناءه وبعده ـ لانتخاب نواب المجلس الشعبي الوطني، وفقا لتوجيهات رئيس الجمهورية، والتي نالت تقدير الملاحظين الدوليين الذين راقبوا العملية عن كثب على حد قوله. كما بارك الشعب الجزائري والأحزاب بكل أطيافها السياسية على نجاح هذا الاستحقاق.
آملا في مواصلة مسيرة استكمال تعزيز الصرح الديمقراطي، مراعاة تطلعات للتطور الاقتصادي والاجتماعي والثقافي لبلاد في ظل تجسيد المبادئ الدستوري التي تضمنتها المراجعة الدستورية الأخيرة في 2015 والتي بادر بها الرئيس.
وبالمقابل، أشار رئيس مجلس الأمة إلى أن السينما الجزائرية عرفت منذ ظهورها إبان حرب التحرير الكثير من التحولات منها الأفلام القصيرة التي تصور المعارك التي خاضها جيش التحرير الوطني ضد الاستعمار الفرنسي وحياة المجاهدين في الجبال والواقع المأسوي للشعب الجزائري، قائلا:» أفلام تم تصويرها بمعدات بسيطة من طرف المجاهدين بمساعدة أصدقاء الثورة الذين تعاطفوا معها»، مضيفا أن الفضل يرجع في ذلك إلى الرواد الأوائل للسينما الجزائرية مثل محمد لخضر حمينة، عمار العسكري، جمال شندرلي، أحمد راشدي وغيرهم وهي أسماء تبقى راسخة في ذاكراتنا.
من جهته، استعرض أحمد بجاوي مخرج وناقد سينمائي في محاضرته مختلف المراحل التي مرت بها السينما الجزائرية، مبرزا دور الصورة في معركة التحرير، وفي مواجهة الدعاية الاستعمارية، بحيث تمكنت الكاميرا والصور الفوتوغرافية من التعريف بالقضية الجزائرية وتدويلها في المحافل الدولية من خلال كشف جرائم الاستعمار الفرنسي البشعة في حق الشعب الجزائري الأعزل، رغم قلة الإمكانيات.
وأوضح بجاوي في هذا الشأن، أنه نهاية 1957 ظهر تاريخ السينما الجزائر بإنتاج فيلم بعنوان «الجزائر تحترق»، وقبلها في سنة 1953 أنتج فيلم بأياد جزائرية تم منعه من طرف الإدارة الاستعمارية، بحجة أن من أنتجه ممن أسمتهم الأهالي، مضيفا أن جبهة التحرير الوطني استهدفت الإعلام المرئي لتدوين القضية الجزائرية وهي استراتيجية قادة الثورة خلال مؤتمر الصومام وعلى رأسهم عبان رمضان الذي شدد على مرافقة العمل العسكري الميداني بالسينما التي هي أقوى في مجابهة العدو.
وأكد الناقد السينمائي في هذا السياق، أن معركة السينما تفوقت على الدعاية الاستعمارية وهي معركة أجيال من المسرحيين، المغنين، الصحافيين، الكتاب والدبلوماسيين إبان حرب التحرير، كما أن الصورة لعبت دورا أساسيا في تلك الحقبة. 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19469

العدد 19469

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19468

العدد 19468

الأحد 12 ماي 2024
العدد 19467

العدد 19467

الأحد 12 ماي 2024
العدد 19466

العدد 19466

الجمعة 10 ماي 2024