انطلقت أمس الجمعة بعاصمة الغرب الجزائري، وهران تظاهرة “الشعبانية” التي دأبت على تنظيمها الزاوية العلوية بالحي العريق المدينة الجديدة بمشاركة نخبة مشايخ العلوية البلقايدية من مختلف مناطق العالم.هذا ما رصدته “الشعب” بعين المكان.
تبقى الدعوة مفتوحة لجميع مريدي ومحبي الطريقة العلاوية للمشاركة في هذا الحدث السنوي الذي ألفناه مرادفا لآخر جمعة من الشهر الهجري شعبان، حسب المنشد محمد عظمة. وقد ربط المنشد سبب تغيير موعده خلال هذه الدورة إلى ما بعد 15 شعبان، ليتزامن مع أربعينية سيّدي الحاج حموش مقدّم الزاوية العلاويّة بمدينة وهران.
كما قال عظمة في تصريح صحفي إن الهدف من هذه التظاهرة الدينية التي سجّلت في 2016 أكثر من 1000 مشاركة “هو تعزيز الجانبين الروحي والإيماني والمعرفي والأخلاقي وسط محبي الطريقة العلاوية، للرفع من عزيمتهم في أداء الشعائر الدينية في هذه الأيام المباركة من شهر شعبان”.
انطلقت التظاهرة الشعبانية أمس بعد صلاة المغرب بتلاوة سورة الواقعة بالطريقة العلوية، لما وضع الله فيها من الروحانية والأسرار، ومن فوائدها العظيمة كثرة الاستغفار والصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام والحمد والشكر وغيرها من الأدعية التي تجلب الرزق وتزيد الخير العميم وتباركه.
استمع الحضور بعدها إلى أحلى كلام فى حب الله عز وجل ومناجاة اللشيخ العلوي التي أعقبت صلاة (المشيشية) لقطب الأقطاب عبد السلام بن مشيش المغربي، وهو من العلماء العارفين، والزهاد الورعين، وكبار المتصوفة المتحققين.
حاول هذا الملتقى إبراز دلالات وأبعاد العناية بفن المديج والسماع أو ما يعرف بالأناشيد والتي أضفت جوا من السكينة والطمأنينة التي صنعتها الكلمات المختارة بدقة والمعاني المؤثرة من الحكم والمواعظ والرسائل التي تدعو إلى طاعة الله وتنفر من معصيته تعالى وتعدي حدوده.
ويتواصل هذا الحدث الديني الذي أقامه لأول مرّة الشيخ الحاج المهدي بهدف لم شمل ممثلي الطريقة العلوية، وسط مطالب بتعميم الزوايا التي تعتبر عند العلويين الدرقويين مدرسة للعبادة وتدريس العلوم الإسلامية السنية، ناهيك عن وظائفها الفكرية والتربوية ومهامها التكوينية والاجتماعية، مع العلم أن مريدي ومحبي الطريقة العلاوية يعتكفون طيلة الشهر الفضيل بعد صلاة التراويح من أجل التفرغ للتعبد وقراءة القرأن والدعاء.
