دق أطباء مختصون ناقوس الخطر حول انتشار أمراض القلب والشرايين وسط الشباب في الجزائر وداء السكري الذي بات يهدد الصحة العمومية مسجلا 3.2 مليون إصابة على المستوى الوطني، مؤكدين أن ارتفاع عدد الإصابات بالأمراض المزمنة سببه عدم اتباع نظام حياة صحي.
من جهته، أوضح الأستاذ بجامعة واشنطن الدكتور توم نيانديقا اشوقي خلال ندوة نقاش نظمت، أمس، بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد الهادي رحال، أن 40 بالمائة من النساء الشابات تعانين من السمنة، وهو ما يجعلهن معرضات للإصابة بأمراض أخرى خطيرة كالقلب والشرايين والسكري، مضيفا أن الجزائر صنفت من بين الدول التي تشهد أكبر عدد من الإصابة بالأمراض غير المتنقلة في مقدمتها الأمراض التنفسية الحادة وارتفاع الضغط الدموي.
وأشار إلى أن الدول الأفريقية من بينها الجزائر لا تولي أهمية للجانب الوقائي رغم أنه السبيل الأمثل لتقليص التكلفة المالية التي تنفقها الدولة في التكفل بكل مريض يعاني من الأمراض المزمنة، موضحا أن هذا لا يعني أن منظومة الصحة في الجزائر لم تحقق تطورا بل استطاعت في الأعوام الأخيرة أن تقوم بتخفيض نسبة الوفيات وتحسين ظروف التكفل وتوفير الرعاية الصحية.
أما البروفيسور منذر تومي مختص في اقتصاد الصحة، دعا إلى أهمية وضع إستراتيجية وطنية للتربية الصحية لتخفيض النفقات المخصصة الرعاية الصحية، مضيفا أن وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات مسؤولة عن ضمان التنظيم الفعلي للخدمات الطبية وكذا ما تعلق بتعويض الأدوية على مستوى الضمان الاجتماعي وتحديد السعر الحقيقي لخدمات العلاج في المصالح الطبية.
من جهته، أكد الدكتور جواد بوركايب أن التعويض الاجتماعي لا يقتصر على الأدوية فقط وإنما عن جميع الأمراض إلا أنه يأخذ الحصة الأكبر في التأمين الاجتماعي، كاشفا أن أكثر من 12 مليون مؤمن إجتماعيا استفادوا من بطاقة الشفاء على المستوى الوطني من بينهم 3 مليون و200 ألف شخص متقاعد يستفيدون من التأمين الاجتماعي، مشيرا إلى أن قرابة 11 ألف صيدلية متعاقدة مع الصندوق.
في ذات السياق، أبرز بوركايب مساعي الدولية إلى توسيع شبكة التغطية الاجتماعية في إطار نظام البطاقة الإلكترونية الشفاء الذي ساهم بشكل كبير في تحسين المتابعة الطبية للمؤمن لهم اجتماعيا من خلال تطوير وعصرنة سير نظام الشفاء وتعميم إستعماله.