إفريقيا تنام على كنوز وتغرق في فقر مدقع

بوشوارب: خيارات الإقلاع ممكنة بتوفر الإرادة القارية

المركـــز الـــدولي للمؤتمــرات: فنيـدس بــن بلــــة

«إفريقيا تمتلك مؤهلات وتزخر بطاقات شباب ونخب تؤهلها للإقلاع وبلوغ نادي المجموعات الناشئة دون البقاء أسيرة الأزمات والتناحر الذاتي وتهديدات الآخر الذي لم يتحرر من النظرة السلبية السابقة المرسخة في ذهنه، التي ترى القارة مجرد خزان لمواد أولية وسوق مفتوح لبضائع الخارج، بل يعتبرها قاصرا لا تقوى على التحرك والتطور والبناء” هذا ملخص ما انصبت عليه المداخلات في الطبعة الخامسة لـلقمة الإفريقية “ “شويزل افريكا سوميت” التي احتضنها أمس المركز الدولي للمؤتمرات بنادي الصنوبر برعاية رئيس الجمهورية بصفته أحد المدافعين عن إفريقيا جديدة تعول على أبنائها في النهوض باقتصادها والخروج الأبدي من الفقر والتهميش.

مداخلات متعددة انصبت على هذا الجانب من وزراء ورؤساء مؤسسات رائدة أدرجها معهد شويزل في قائمة الأقطاب الاقتصادية الإفريقية 100 تنافس من يرون أنفسهم الأقوى والأجدر ولا يقوى أحد على اللحاق بركبهم. وكان التأكيد الصريح على اعتماد البديل الآخر الذي يمكن القارة من استعادة مكانتها وموقعها الطبيعي بين الأمم ومنافستها بلا احمرار وجه ولا تشنج.
من هذه الزاوية تحدث عبد السلام بوشوارب وزير الصناعة والمناجم خلال ترؤسه جلسة الافتتاح مؤكدا أن الجزائر حلقة مفصلية في التكامل الإفريقي الأوروبي عبر بوابة المتوسط. وهذا الدور الذي لعبته أيام زمان وتلعبه الآن جدير بأن يتوقف عنده الحضور والمحللون ويمنحوه قدرا من الاهتمام والعناية.
رافع بوشوارب لإفريقيا موحدة تسير أمورها بنفسها اعتمادا على الذات أو شراكة استراتيجية مع أوروبا التي دخلت الثورة الصناعية الرابعة وقارتنا السمراء تأخرت وتراوح مكانها مشددا على إنجاز مشاريع مشتركة في مجالات الصناعة والطاقات المتجددة لتزويد الافريقي بالكهرباء وعدم حرمانه من مصدر النهضة الحضارية.
وتساءل الوزير :«في ظل الثروة الإفريقية والإمكانيات كيف يمكن تقبل إفريقي من اثنين دون كهرباء والقارة تزخر بالموارد المائية ولها كفاءات بشرية مؤهلة تصنع مجد أمم الشمال الاقتصادي وترافقها في التطور المدهش العجيب”.
تحدث بوشوارب عن النموذج الجزائري الجديد الذي يحمل أجوبة للتساؤلات الإفريقية ويرد على الإشكالية ما العمل لمواجهة أزمات معقدة ومطالب سكانية تتضاعف وشباب يملؤه الطموح وينظر إلى الغد بعيون التفاؤل والأمل المنتظر.
ذهب في هذا الاتجاه عبد الرحمان سيلا وزير الجالية المالية بالخارج والاندماج الإفريقي وكذا عبدالرحمان سيسي وزير الميزانية لكوت ديفوار وكذا الكينية كارول كريوكي الرئيسة المديرة العامة لتحالف القطاع الخاص مشددين على التدابير المتخذة في سبيل تشجيع الرساميل في بلدانهم والإغراءات الجبائية والعقارية الممنوحة للمستثمرين.
انصبت مداخلات باسكال لورو رئيس المعهد الفرنسي شوازل صاحب المبادرة للطبعة الخامسة لقمة إفريقيا بالجزائر على ما تحمله القارة من تطلع لغد آخر معتمدة على دور الجزائر محركة الانطلاقة والاندماج القاري وهي صاحبة مشروع الشراكة الجديدة “النيباد” إلى جانب جنوب إفريقيا ونيجيريا.
وذكر باسكال بأن المعهد ظل منذ 2014 يعرض تقارير عن المقاولين الشباب الأفارقة ويتابع مسار نجاحاتهم التي تعد قدوة للآخرين المترددين. من هؤلاء الرواد الأفارقة جزائريون اعتلوا المواقع وفرضوا أنفسهم في قائمة الكبار. منهم صبحي عثماني المدير العام لمعمل الرويبة للعصائر والمشروبات، سامي اقلي المدير العام لمجموعة اقلي، عمور حابس الرئيس المدير العام لفاديركو.
وكلهم أعطوا تفاصيل عن مسارهم ومسيرتهم التي فتحت المجال لمقاولين ومستثمرين آخرين لمواصلة السير على هذا الدرب.
هذا ما توقف عنده أحمد تيباوي الرئيس المدير العام لوورلد تراد سانتر الجزائر “مركز التجارة الدولي” أحد الشركاء في تنظيم اللقاء الرابع بالجزائر قائلا :«آن الأوان لنلتفت إلى إفريقيا ومنحها الطاقة والقوة المستحقة للإقلاع اعتمادا على الشباب قوة اقتراح وتغيير إلى أبعد الحدود”.
مع العلم أن “شويزل افريكا سوميت” يتواصل اليوم بالأوراسي عبر ورشات مفتوحة للنقاش حول الخيارات الممكنة التي تسمح للقارة بالانطلاق في تحقيق النمو الاقتصادي اعتمادا على الفلاحة، الرقمية والتمويل، التحديات التي يجب رفعها قبل فوات الأوان.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19816

العدد 19816

الإثنين 07 جويلية 2025
العدد 19815

العدد 19815

الأحد 06 جويلية 2025
العدد 19814

العدد 19814

السبت 05 جويلية 2025
العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025