منتدى “الشعب” يستضيف الديبلوماسي بن القبي والمجاهدة بقدور

حلقة مفصلية في مسيرة التحرر الوطني

سعاد بوعبوش

19 مايموعــــد طلــــق فيـــــه الطلبــــــة مقاعد الدراسة نحو الجبال

بـن القبـي: الحركــة عــزّزت صفوفهــا ولبــت نــداء الواجـب
 بقـدورة: تخويـف الاستعمــار زادهـم إصـرارا وعزيمــة

أكد كل من المجاهد والدبلوماسي صالح بن القبي والمجاهدة زوليخة بقدور، أمس، أن التاريخ الوطني لحد الساعة لم يلق المكانة التي يستحقها بالرغم من كونه جزءا هاما من الدولة الجزائرية الحديثة وأحد ركائزها ومحطة هامة وضعت بلادنا في منعرج ذاع صيته واتخذ السلاح صوتا له في كل المحافل الدولية والإقليميه بعد فشل الطرق السلمية التي اتبعها الشعب الجزائري بمختلف شرائحه في مجابهة القوة الاستعمارية الفرنسية التي حاولت بكل الوسائل طمس هويته الوطنية والتاريخية واللغوية.
في هذا الإطار شدد بن القبي خلال ندوة نقاش لمنتدى “الشعب” بعنوان” الطلبة الجزائريون...من حرب التحرير إلى بناء الدولة” على أهمية كتابة التاريخ وتدوين الشهادات في الحفاظ على الذاكرة الوطنية وفي استخلاص الدروس والعبر من أخطاء الماضي والاستفادة من وجهة نظر المجاهدين الذين عايشوا وقائع مختلف الوقائع التاريخية التي كانت تتسم القرارات المتعلقة بها وبتنظيمها بالسرية خوفا من السياسة الانتقامية التي مارستها فرنسا ضد الشعب وكل ما يتعلق بما هو جزائري.
وقال المجاهد والدبلوماسي وأحد الأعضاء البارزين في الحركة الطلابية آنذاك أن الطلبة الجزائريين الذين كانوا لا يمثلون سوى 400 من بين 5 آلاف طالب فرنسي كانوا يعانون على غرار الشعب من الممارسات الفرنسية والظروف القاسية والتضييق والحرب النفسية والتلاعب بهم لتحويلهم إلى “حركى” وعملاء للنظام الفرنسي.
وأوضح المجاهد والدبلوماسي السابق أنه على  الرغم من كل تلك الممارسات التي جسّدت إجرام الاستعمار الفرنسي حرص الطلبة على المحافظة على أنفسهم وانتمائهم وتنظيمهم، حتى في السجون التي حوّلوها إلى مدارس من خلال ممارسة التعليم بها بل وفيها أقسام متخصصة، وهذا إدراكا منهم لأهمية العلم في تكوين النخبة ونشر الوعي وإدراك الأمور وكل ذلك خدم الثورة التحريرية فيما بعد.
وعرّج بن القبي على الدور الذي لعبته الحركة الطلابية وكيفية انخراطها في الثورة، مشيرا إلى أنها كانت تعيش في إطار تنظيمي محكم وتنشط تحت ما كان يسمى” جمعية طلبة شمال أفريقيا المسلمين “ ومتمسكة بالعمل في إطار مغاربي، غير أنه ابتداء من فيفري 1955 تم توجيه نداء لكل الطلبة الجزائريين للتفكير في خلق تنظيم طلابي جزائري حمل اسم “اتحاد الطلبة الجزائريين الإسلاميين، وليلة تأسيس الاتحاد تم القبض على المرشحين الأربعة لقيادة الاتحاد.
و أشار المجاهد أنه تم إضافة صفة إسلامي إلى الاتحاد الطلابي للمحافظة على الهوية الوطنية، وفي جويلية 1955 عقد أول مؤتمر وتم تأسيس مكتب بكل الجامعات التي فيها طلبة جزائريون لتسيير الطلبة، وتم عقد الاجتماع الأول والذي انبثق منه قرار إضراب الطلبة قبل كل امتحان، مشيرا إلى أن المثقفين والطلبة كانوا متخوفين من النكسة إلا أنهم استقبلوا بحفاوة كبيرة.
وأوضح بن القبي أنه حتى بعد الاستقلال عملوا على استدراك الأوضاع، حيث عيّن مدير الثقافة بالخارجية وعمل على هذا الأساس بعد أن حرصت فرنسا قبل خروجها على تعجيز الجزائريين من خلال تركهم أمام تحديات كبيرة بعد تدمير الجامعة وحرق مخطوطاتها، فكان حريصا على ضمان التعليم الذي حرم منه، كما عملت المديرية على تعزيز علاقاتها مع اليونيسكو من خلال تسجيل انتماء الجزائر لها وتم اختيار عبد الرحمان بن حميدة كممثل لها.
اللغة العربية جزء من الهوية الوطنية تم تطويقها بمنع تدريسها
من جهتها، تطرقت المجاهدة زوليخة بقدور في شهادتها إلى المناورة الفرنسية التي عمدت السلطات الاستعمارية إلى القيام بها “لا بولويت” والتي تؤكد استخدام فرنسا لكل الوسائل المتاحة من أجل كسر الثورة من خلال استغلال الناس بمن فيهم الطلبة الذين كان عددهم قليلا لا يتجاوز 40 طالبا من بينهم 20 طالبة وتزوير الحقائق وتقديمهم كخونة، ومنهم من ذهبت أرواحهم هباء نتيجة هذه الممارسات.
وتأسفت لنكران شباب اليوم للغتهم وعدم إتقان العربية ولا الفرنسية فضاع التكوين اللغوي للطالب الجزائري بالرغم من التسهيلات والإمكانيات المتاحة، في حين أنهم حاولوا التمسك بها بالرغم من محاربة فرنسا للغة العربية ومنع تدريسها واستبدال ذلك بالفرنسية، مشيرة إلى ضرورة قراءة التاريخ لأن الجيل الحالي جاهل به وبكل ما مورس ضده لطمس هويته وتركه غارقا في مغريات لا تهمه ولا تعود بالفائدة على مستقبله.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19816

العدد 19816

الإثنين 07 جويلية 2025
العدد 19815

العدد 19815

الأحد 06 جويلية 2025
العدد 19814

العدد 19814

السبت 05 جويلية 2025
العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025