لا شك أن استمرار اي شعب او اية أمة يرتبط بتاريخها بشكل مباشر فالحضارات الوحيدة التي اندثرت ولم تبعث من جديد أو لم تعمر طويلا هي تلك التي تنكرت لتاريخها، بالتالي فان المحافظة على التاريخ والاهتمام به وتلقينه إلى الأجيال المتعاقبة هو الضامن لتواتر مآثر الشعوب وبطولاتها واستمرار وجودها.
الجزائر لا تشذ عن غيرها من البلدان في هذا الصدد وبالتالي فان الاهتمام بالتاريخ الوطني القريب والبعيد يجب أن يكون دائما في صلب اهتمامات الدولة الجزائرية ومؤسساتها لمحاربة ثقافة النسيان والتراخي عندما يتعلق الأمر بالتاريخ خاصة وأن بلادنا حالة خاصة لأنها تعرضت الى حملة استدمارية حاولت محو كل ما يمت إلى الهوية الجزائرية بصلة وبالتالي فان المجهود يجب أن يكون مضاعفا من خلال إشراك الجميع في معركة المحافظة على التاريخ وعلى مآثر وبطولات الشعب الجزائري وهنا تجدر الإشارة الى تقليد تسيير عليه وزارة المجاهدين بتوجيهها دعوة الى وسائل الإعلام العمومية للمشاركة في الاجتماع التحضيري السابق لالتئام لجنة احياء الأيام والاعياد الوطنية وضبط مختلف البرامج والترتيبات ذات الصلة والذي عقد صبيحة أمس بمقرها الكائن بالابيار برئاسة السيد الأمين العام لوزارة المجاهدين، الذي تطرق خلال كلمة القاها في افتتاح اللقاء الى مغزى تنظيم مثل هذه الاحتفالات والتظاهرات حيث أكد أنه - أي المغزى- لا يختصر في البهرجة ولكن يجب أن بعد العبرة والتذكير وترسيخ الذاكرة الوطنية في العقول والأذهان وأضاف أن احياء الاحتفالات والأعياد يأتي كذلك لقطع الطريق أمام اولئك الذين يحاولون استعمال ذاكرة الشعب الجزائري وتاريخه كسجل تجاري أو محطة للاستغلال والتوظيف السياسي وبث المعلومات المغلوطة.
الأمين العام لوزارة المجاهدين وفي رده على سؤال جريدة الشعب حول إعداد بطاقية وطنية للمتدخلين في وسائل الإعلام سواء من المختصين في التاريخ أو من المجاهدين الذين عايشوا الأحداث أو صنعوها من أجل تسهيل مهمة الإعلاميين والصحفيين في متابعة الأحداث التاريخية وتوثيقها أو إحياء الندوات واللقاءات الإعلامية أكد أن الوزارة ستعد قائمة تضم أسماء المؤهلين للتدخل في المناسبات والأعياد الوطنية في وسائل الإعلام وأضاف أن هناك تعليمة وجهت إلى كل مديري وإطارات وزارة المجاهدين تلزمهم بفتح حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي لإبراز مآثر الثورة المجيدة وبطولات المجاهدين والشهداء.
أما عن المتاحف التابعة للوزارة والمنتشرة عبر أرجاء الوطن أكد الأمين العام أن هناك توجه لاستثمار هذه الهياكل في تلقين التاريخ للتلاميذ والأطفال ولكل الراغبين في متابعة دروس في تاريخ الحركة الوطنية وثورة اول نوفمبر وأضاف أه تلك الدروس ستتم برمجتها بعد ساعات العمل اليومية للمتاحف، أما عن تخليد شهداء ثورة التحرير المجيدة عبر نصب وتماثيل تليق بمقامهم وتضحياتهم، قال أمين عام وزارة المجاهدين أن الوزارة بصدد وضع دليل موحد يشارك في انجازه فنانين ومختصين سيكون مرجعية تعتمد في انجاز هذه النصب التذكارية والتماثيل المخلدة من حيث الشكل والحجم والمواد المستخدمة.
