نظام إنذار بالألوان لتحسيس المواطن بمحاربة التبذير
40 محققا عبر 57 بلدية لاشراك الزبون في اقتصاد الماء
أطلقت شركة المياه و الصرف الصحي”سيال” ، أمس ، حملة التضامن تحت شعار “يدا بيد ... للحفاظ على مصدر الحياة لدينا “، إلى جانب خارطة “نشرية الماء “، بهدف تحسيس و توعية المواطن باعتباره الفاعل الرئيسي في ترشيد استخدام الماء ما سيمكن من معرفة كمية استهلاك الجزائري للماء من خلال عدة عناصر تعتمد عليها، و هو ما سيعطي الصورة الحقيقة للاستهلاك اليومي لهذا المورد الثمين .
في هذا الإطار ذكر الأمين العام لوزارة الموارد المائية الحاج بالكاتب بالانجازات التي تم القيام بها في سبيل تجنيد المياه السطحية عبر مشاريع هيكلية ،و التركيز على الجانب التحسيسي و التوعوي للحفاظ على الأمن المائي الذي تتمتع به الجزائر ، من خلال اندماج المواطن و إشراكه في إنجاح الخدمة العمومية للماء الشروب من خلال عدم التبذير .
حول الجفاف الذي تعرفه بعض ولايات الوطن ، قال أن الأمر يتعلق بانخفاض منسوب ثلاثة سدود و هي سد عين دالية بسوق أهراس الذي يمول أم البواقي تبسة
وسوق أهراس ، سد الشافية بالطارفو سد حمام دباغ قالمة ، هذه الأخيرة المشكل لا يتعلق فيها بالماء الشروب بل بتوفير مياه السقي .
بدوره شدد المدير العام لشركة المياه و الصرف الصحي”سيال” جون مارك، على أهمية هذه الحملة التي تعزز الوعي و الحس المدني لدى المواطن الجزائري باعتماده لسلوكات بسيطة قد تساهم في تخفيف استهلاك الماء الشروب و ضمان التقاسم العادل لهذا المورد بين كل المناطق، خاصة في موسم الاصطياف لاسيما ابتداء من منتصف شهر جويلية الى غاية شهر أوت حيث تعرف درجات الحرارة ارتفاعا يزيد من استهلاك و استخدام الماء الموجه للشرب .
و فيما يخص الحملة أوضحت شافية عبيد مديرة الاتصال و التنمية المستدامة على مستوى “سيال”، أنها ستنطلق حملة التضامن لـ “سيال”ميدانيا في 17 جويلية الجاري من خلال مواطني الجزائر العاصمة عبر تحسسيهم بالدور الكبير الذي يمكن أن يلعبوه في ترشيد استخدام الماء، عبر اعتماد بعض السلوكات البسيطة اليومية و التحلي بالحس السليم في استخدامهم لهذا المورد الثمين، دون المساس براحته،و هذا من أجل ضمان موسم اصطياف مريح للجميع خاصة و أن ارتفاع الاستهلاك يعرف أوجه في فصل الصيف تزامنا مع ارتفاع درجات الحرارة ، خاصة و أنه تم إعطاء بعض الأرقام لعمل ميداني قامت به” سيال” مع 1500 أسرة تستهلك الماء بمستويات عليا ، حيث أوضحت الدراسة أن معدل الاستهلاك اليومي لديها يصل الى 54 م3.
و تعتمد هذه الحملة بشكل كبير على المفهوم الجواري، الحوار و التبادل مع المواطن ، و على استعمال تكنولوجيات الاتصال الحديثة في طريق “صفر أوراق” ، وقوة التفاعل على شبكة الإنترنت، ،و كل هذا من خلال التركيز على حالة المنزل، وسائل التخزين والراحة والسلوكات اليومية في استخدام الماء، حساسية السعر، الأثر الاقتصادي،... و غيرها، حيث سيتم تجنيد 40 محققا يتوزعون جغرافيا على 57 بلدية بالعاصمة في آن واحد و يجمعون كل هذه المعلومات.
و سيتم التركيز على استعمال تكنولوجيات الاتصال الحديثة و ما تحمله من ايجابيات لا سيما ما تعلق بنشر و وصول المعلومة في الوقت المناسب و الحقيقي، وقاية المحيط و تحكم أكثر و ناجع في الاستخدام ، حيث أن المحققين يستخدمون لوحة إلكترونية مرقمنة للقيام و استخدامها لدى القيام بالمقابلات الشخصية.
من جهة أخرى تعتزم “سيال” إطلاق خارطة “نشرية الماء للعاصمة” في 23 جويلية الجاري، و سيتم الإعلان عن اليوم أكثر حرارة الذي يجب رفع اليقظة فيه إلى أقصى حد من خلال التوقف عن رش الساحات و الأرصفة بماء الشروب، تقليص غسل و رمي المياه على السيارات...و غيرها من السلوكات.
و تهدف هذه النشرية إلى تقديم خدمة ذات نوعية و تفادي الاضطرابات،عبر تقديم للسكان الجزائر العاصمة ،كل المعلومات ذات الصلة باستهلاك الماء لاسيما ما تعلق بتوزيعه النشاط حسب كل منطقة، حيث تحصي المؤسسة 6 مناطق، إلى جانب التوزيع البلدي المسموح به للمواطن و المحدد بسهولة، درجة الحرارة اليومية و التي تعطي المؤشرات المحفزة للاستهلاك المنتظر لاسيما خلال موسم الاصطياف و الزيادة المحتملة ناهيك عن الاستهلاك الحقيقي اليومي للمواطن و العتبة الحرجة في م3 التي لا يجب تجاوزها، و كذا الاستشارة و التوجيه.
وأوضحت عبيد أن عمل هذه النشرية يرتكز على نظام إنذار بألوان، كالأحمر الذي يعني تجاوز العتبة الحرجة للاستهلاك الذي يتزامن مع ارتفاع في درجة الحرارة ، اللون البرتقالي التي يعني أن هناك خطورة تستدعي اليقظة وأن الاستهلاك يجب أن يكون حسب الحاجة ، اللون الأصفر الذي يؤكد أن الاستهلاك متوسط لكن يستدعي التضامن مع المناطق الحمراء و البرتقالية ، و أخيرا الإنذار الأخضر الذي يعبر عن الاستهلاك المتحكم فيه و العقلاني .
