حالة من الحزن والأسى تعيشها الطبقة السياسية ومختلف الشخصيات الوطنية إثر فقدان واحد من أبرز رجالات القانون الجزائريين، رافع بلا توقف لأجل جزائر المؤسسات، جادل الآخر المتنكر لتطور البلد المندمج في حملات مناوئة بإنجازات ومكاسب ومقاربات حماية حقوق الإنسان ومحاربة الإرهاب الأعمى.
اطلع الآخر بحقائق ما ينجز في الجزائر سنوات العشرية الحمراء وبرهن بالدليل القاطع أن الأرهاب جريمة لا تعترف بالحدود والأوطان وهو غريب عن ديانتنا السمحاء التي تدعو إلى الاجتهاد والمجادلة بالتي هي أحسن بعيدا عن التطرف والغلو.
ذكر من أعلى المنابر بأن الذين يغمضون الأعين عن الاعتداءات الإرهابية ويسيرون على خطى «تخطي راسي» سيندمون لما تقتحم عصابات التراجيديا والموت بلدانهم ويدركون عندها كيف أنهم أخطاوا التقدير باتباعهم سياسة المكيالين.
إنه الراحل رزاق كمال بارة الذي غادرنا في صمت، تاركا حزنا كبيرا في النفوس. وقد عبهر عن هذا التأثر عبد القادر بن صالح رئيس مجلس الأمة في برقية تعزية لعائلة الفقيد قائلا في هذا المجال: «وإنّا في هذا الموقف المحزن المهيب الذي نفقد فيه أخًا عزيزًا من رجالات القانون الجزائرية وأحد أبرز وجوهها الذين يشهد لهم عطاءهم الكبير بالأثر الخاص في رصيد حقوق الإنسان، لا نملك إلا أن نتقبل قضاء الله بخشوع وإيمان...».
من جهته أكد السعيد بوحجة رئيس المجلس الشعبي الوطني، في برقية عزاء لعائلة الفقيد، أن بارة يعد من أبرز الخبراء الجزائريين في مجال الأمن والسلم ومكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، إلى جانب المسائل المرتبطة بحقوق الإنسان. فقد رحل الفقيد تاركا وراءه مسيرة مهنية وأكاديمية حافلة بالإنجازات والنجاحات وطنيا ودوليا.
وأضاف بوحجة، أن الفقيد صدق في أداء الواجب بكل إتقان وتفان في مختلف المواقع والمسؤوليات، منها رئيسا للمرصد الوطني لحقوق الانسان، سفيرا في ليبيا ومستشارا لدى رئاسة الجمهورية.
وذهبت شخصيات أخرى في رثاها الفقيد إلى رصد مساره وفكره المشدّد على تحكيم العقل والمنطق في مناقشة قضايا الساعة دون الانسياق وراء التطرف الذي يشكل خطرا على صاحبه قبل الآخرين.
ظهر هذا جليا في مداخلاته بالمنتديات والندوات بهدوء وتبصر، انتزع منها الاحترام والتقدير.
