كتابة التاريخ ذاكرة الأمة

جرائم فرنسا الاستدمارية والإنسانية لا تنتهي بالتقادم

نور الدين لعراجي

المطالبة بأرشيف ثورتنا قائم لا مهادنة ولا مداهنة

تناول الأمين العام للمنظمة الوطنية لأبناء المجاهدين خلفة مبارك ملف الذاكرة الوطنية وكتابة التاريخ بكثير من الإسهاب والتحليل مرجعا عزوف الكتابة التاريخية إلى حداثة الاستقلال بالنسبة للجزائر بحيث 55 سنة فترة قصيرة لجرد كل المعالم التاريخية والبطولات والمعالم الكبرى سواء للحركة الوطنية أو لثورة نوفمبر 54، معتبرا أن الأمر ليس بالسهولة التي نراها نحن الآن، مجرد كتابات أو شهادات أو سيرة ذاتية لصناع هذه المراحل الهامة من تاريخنا الوطني النضالي والثوري.
اعتبرخلفة أن كتابة التاريخ تبدأ بمراحل متفرقة تنطلق من تسجيل الوقائع والأحداث وجمع الشهادات في صيرورة مترابطة، لا يمكن المرور حول واحدة منها مرور الكرام، لأنها حلقات تكمل بعضها البعض.
أكد خلفة أن 55 سنة مرت على استقلال الجزائر ولاتزال مادة التاريخ لا تحظى بالأهمية الكافية من الرعاية والبحث والاهتمام، حتى أن تناولها في ظل المنظومة التربوية ليس بالشكل الكافي، لاسيما في مراحل الأطوار الأولى، بحيث يلاحظ غياب كبير، إن لم نقل تغييبها في البرامج الدراسية للأطوار الأولى من التعليم الابتدائي والمتوسط، معرجا على أن معامل مادة التاريخ في الجزائر، هو أقل معامل في المنظومات التربوية الأخرى التي تخصص له أكبر علامة.
يقول خلفة إن الذاكرة الشعبية لجيل الاستقلال جسدت في الماضي القريب بعض الصور لمرافقة الاحتفالات بالأعياد الوطنية سواء تعلق الأمر بإحياء ليلة الاستقلال في 5 جويلية 1962، أو باندلاع ثورة في الفاتح 1 نوفمبر 1954، حيث كانت العائلة كلها تشارك هذا الموعد التاريخي نساء وأطفالا وشيوخا وعجائز، إلى جانب الرعيل الأول من مفجري الثورة المجيدة، وهم يرتدون ألبستهم العسكرية ويحملون بندقياتهم على الأكتاف، مستحضرين صور سبع سنوات بركات، مصطفين أمام الراية الوطنية في تحية إجلال لهذا الرمز الوطني التاريخي، ويروي الرفاق بطولاتهم في موائد مستديرة، يستذكرون ماضي الأمس القريب.
أوضح خلفة أن في هذه اللحظات الكل يساهم في إحياء هذه المحطات من تاريخنا الحافل، ويقوم الأطفال بتقليد الآباء وتتحدث النسوة عن بطولات أزواجهن وأبائهن في موائد ليلية، تشبه إلى حد ما حكايات ألف ليلة وليلة، وتبقى تلك الأحداث والشهادات والوقائع مرسخة في ذاكرة الجيل محفوظة كما تحفظ الأقراص المضغوطة ذاكرتها المعبأة.
ما الذي تغير يقول خلفه إن الأمر أخذ نسقا مخالفا لما كان سائدا في الأمس، مع وفاة صناع التاريخ وصقور الملاحم من مجاهدين، ثم غياب الوعي التاريخي في الحفاظ على هذا الموروث الهام لأهم حقبة معلمية في تاريخ الجزائر.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19471

العدد 19471

الأربعاء 15 ماي 2024
العدد 19470

العدد 19470

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19469

العدد 19469

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19468

العدد 19468

الأحد 12 ماي 2024