اتفاق وقف إطلاق النار جاء مشروطا بتنظيم استفتاء تقرير المصير

كل الخيارات مطروحة و الشعب الصحراوي لا يستبعد أيا منها

أمين بلعمري

تبقى القضية الصحراوية آخر بؤرة معنية بتصفية الاستعمار في القارة الإفريقية وآخر ملف إفريقي مدرج في اللجنة الرابعة التابعة لهيئة الأمم المتحدة المكلفة بتصفية هذا السرطان الخبيث من القارة و يعتبر هذا من أولى انتصارات الشعب الصحراوي تلتها انتصارات أخرى تعاقبت وتتوسع رقعتها دون ضجيج أفلم تكن القضية الصحراوية وراء انسحاب المغرب من منظمة الوحدة الإفريقية (سابقا) وهي من أدخلته في عزلة قارية غير مسبوقة ؟ ثم ألم تكن هذه القضية نفسها وراء هرولة المخزن إلى الانضمام إلى الاتحاد الإفريقي بينما العضو الذي انسحب احتجاجا على انضمامه عضو مؤسس في هذا الاتحاد ؟ أما القطرة التي أفاضت الكأس فهي مصادقته على الميثاق التأسيسي للاتحاد الذي يدينه بصفته قوة احتلال، إنه التخبط والارتباك الذي يبرر وحده هذه المفارقات العجيبة وهذه المتناقضات ؟.
في هذا الصدد قال خطري ادوه رئيس البرلمان الإفريقي ورئيس الوفد المفاوض مع المغرب أن البوليساريو بصفتها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي تفاوض من موقع قوة وأن المغرب هو الذي أصبح محرجا على الصعيد الدولي بعدما تقلص هامش المناورة لديه وتراجع عدد الداعمين له وكفهم عن الاصطفاف خلف مواقفه بعدما تبين لهم أن هذا الاصطفاف أصبح يجلب لهم العار والحرج  خاصة منذ 2012 حين تبين للجميع أن من يعرقل المفاوضات ومسار الحل السلمي للملف هو المخزن وأن الروايات التي كان يروج لها ويقدم نفسه من خلالها على أنه يفضّل السلام والمفاوضات أصبحت مفضوحة وأصبح المتهم الرئيسي بعرقلة الحل السلمي للنزاع في الصحراء الغربية .
أما عن الخيارات المطروحة أمام الشعب الصحراوي في حال استمر انسداد أفق الحل بتمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير، اعتبر خطري أدوه أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي  وقّع عليه طرفا النزاع أي جبهة البوليساريو والمملكة المغربية سنة 1991 جاء مشروطا بتنظيم استفتاء تقرير المصير قبل أن يستدرك أن هذا الشرط لم يتحقق وأضاف أن الشعب الصحراوي يحتفظ بحقه في اللجوء إلى خيارات أخرى متاحة تمكنه من تقرير مصيره بنفسه وفق ما تضمنه الشرعية الدولية التي يتمسك بها الصحراويون بشدة – أضاف قائلا- وأن هذه الشرعية الدولية هي من تضمن للشعوب المضطهدة الحق في حمل البندقية للحصول على الحرية، وفي هذا الصدد جدد تمسك الصحراويين بالسلام إذا كان هذا السلام يقوم على أساس حل عادل و نزيه يضمن للشعب الصحراوي ممارسة حقه في تقرير مصيره بكل حرية.
رئيس البرلمان الصحراوي خطري أدوه – ولدى نزوله ضيفا على منتدى الشعب-، رسم سيناريو قاتما لحرب قد تندلع في حال بقي الجمود يخيم على الوضع و في حال استمر فرض سياسة الأمر الواقع على الشعب الصحراوي على مرأى ومسمع مجتمع دولي أصبح يكتفي بلعب دور المتفرج مطالبا إياه بالاستيقاظ وتحمل مسؤولياته لتجنيب المنطقة حربا لا تبقي و لا تذر حذّر أدّوه من مغبة اشتعالها على مسافة 1700 كيلومتر أي على طول جدار العار العنصري الفاصل بين الأراضي الصحراوية المحتلة محذرا من امتدادها من المغرب إلى كل المنطقة لتصل شظاياها إلى أوربا الموجودة على مرمى حجر منها خاصة و أن السواحل المغربية لا تفصلها عن الأوربية سوى 18 كيلومتر  فقط . وهنا ذكّر أدوه بالحرب في سوريا وليبيا للتأكيد على هذا السيناريو الكارثي، مؤكدا أنه و في الوقت الذي اعتقد فيه الأوربيون أنهم بمنأى عن هاتين الحربين تبيّن أن تلك الرؤية لم تكن صائبة وما نشهده من أمواج بشرية هائلة تتدفق على أوربا هربا من جحيم الحروب ينسف هذا التفكير من الأساس وأضاف أن هذا في سوريا وليبيا البعيدتين نسبيا فكيف سيكون الوضع لو اشتعلت الحرب في الصحراء الغربية ؟.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19462

العدد 19462

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024
العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024