كانـت رفيقــة الشّهيـد عبـود خيضــر

الحاجة فاطمة بارش مجاهدة كافحت من أجل جزائر الحرية

مفيدة طريفي

في زيارة لمنزل إحدى حرائر الثورة الجزائرية ونساء الكفاح المسلّح، المجاهدة فاطمة بارش البالغة من العمر 84 سنة بقسنطينة، جمعت “الشعب” شهادات حية عن هذه المناضلة التي سردت لنا قصة التحاقها بصفوف جيش التحرير الوطني على مستوى الناحية الثانية، نعرضها في ذكرى 20 أوت المزدوجة.
الحاجة “فاطمة” استقبلتنا بحفاوة وبصدر رحب، بدأت تروي قصة كفاحها عندما كانت تعد للمجاهدين “الكسرة” وتوصلها لهم بمنطقة أم الشوك بمزغيش في سكيكدة بالناحية الثانية التقت دعوة من أعضاء جيش التحرير بقيادة الشهيد تليلاني عليوات للالتحاق بهم.
بعد تأكّد الجيش من ولائها وحبها لخدمة الوطن، سيما وهي التي كانت تؤمن لهم الشراب والطعام قبل انخراطها لتصعد بعدها رفقة المجاهدين للجبال، وتنطلق حسب الحاجة فاطمة بارش رحلة الشتاء والصيف للظفر بالحرية والاستقلال.
روت الحاجة فاطمة لنا ليلتها الأولى بجبال تمالوس وسط هجوم شرس من طرف العدو، الذي كان يقصف بكل ما يملك من عتاد حربي مدافع وطائرات حربية، إلا أن إصرارها على النضال رفقة المجاهدين كان أولى أولوياتها.
 تحدّثت المجاهدة التي كانت مكلفة بإعداد الطعام للمجاهدين هي ورفيقتها نفيسة لعروسي، التي استشهدت في إحدى المعارك مع العدو الفرنسي، كما كانت تقوم بنقل الأموال لعائلات المجاهدين لمسافات بعيدة كانت على رأسها تنقلها من جبال مزغيش وإلى وسط مدينة قسنطينة بعدما التقت بمنطقة عين أم الصديد بجبال سكيكدة بمركز ثوري بالشهيد زايد بوربوحات المجاهد القائد والشهيد عبود خيضر والشهيد بوخنفوف المدعو “غرمول”، حيث كلفت بتوصيل المال لعائلته، وقامت بالمهمة وأوصلت الأمانة والتي كانت حسبها مهمة من بين المهام الثورية التي تولتها.
الحاجة فاطمة بارش التي ورغم السنين لم تنس رفاقها، وكانت تقوم بمجهود كبير للتحدث واستذكار الكفاح الثوري رغم التعب والمرض، واصلت الحديث عن كفاحها رفقة المجاهد الشهيد عبود خيضر، لتتوقّف ثوان وردّدت أنشودة كانت من نسج الشهيد عبود خيضر ورفقائه المجاهدين، والتي كانوا يرددنها عند التأهب للقتال...والتي كانت كالآتي:
«صحاب الجهاد وخياني...هذاك ما نعز ونشكر.
..كيما ليوم الثلاثاء سركاو بينا العسكر..
وناظ الأول وقال يالله...وناض خيضر
وتحزم وقال يالله وتخنزر...
صحاب الجهاد وخياني ما فيهم
حتى ريحة غير مسك وعنبر”
هي الكلمات التي تذكرتها الحاجة فاطمة والدموع بعينيها، مستذكرة تاريخ 20 أوت 1955 التي كانت من أشد العمليات التي قام بها جيش التحرير بالتنسيق والشعب، وهي العمليات العسكرية التي كان هدفها فك الحصار على المجاهدين بالناحية الأولى الاوراس، مفيدة بأنها عايشت التحضيرات بإعدادها للأكل وكذا معالجة الجرحى المصابين.
بعدما أنهكها التعب من الحديث، ترحّمت المجاهدة على رفقائها واستذكرت اللائي لا يزالون على قيد الحياة، جاء على رأسها  المجاهد بوحبيلة التي تمنّت له الشفاء وطول العمر، وأنه شاهد على كفاحها رفقة المجاهدين بالناحية الأولى وتحديدا بجبال كرارة، تزغان، سطارة، رمان القارص، سيدي دريس وعين تالة تحت قيادة  الشهيد عبود خيضر.
سردت لنا المجاهدة ذكريات الكفاح قائلة إنّها عملت كل هذا من أجل الوطن، مبدية في نفس الوقت تأسّفها للتهميش واللامبالاة، مجدّدة طلبها بقبول وزارة المجاهدين ملفها الذي تقول إنه مستوفي الشروط واستحواذها على بطاقة العضوية، موجهة نداءها لاستكمال مسيرة البناء والانماء وفاء لرسالة الشهداء، الذين ضحّوا بأرواحهم من أجل مستقبل أفضل للجزائر المكافحة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19471

العدد 19471

الأربعاء 15 ماي 2024
العدد 19470

العدد 19470

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19469

العدد 19469

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19468

العدد 19468

الأحد 12 ماي 2024