إقبال كبير على سوق المواشي بعنابة

ارتفاع محسوس في الأسعار و»الوكريف» ملاذ العائلات

عنابة:هدى بوعطيح

تعرف سوق المواشي بولاية عنابة إقبالا كبيرا لسكان المدينة، أياما فقط قبل حلول عيد الأضحى المبارك، حيث يتسارعون لاقتناء أضحية العيد هذه الأيام علهم يجدون ما يلبي رغباتهم خاصة من ناحية السعر، والذي يشهد ارتفاعا محسوسا، حيث يتراوح سعر الكبش الكبير ما بين 45 ألف دج إلى 50 ألف دج، في حين سعر الخروف لا يتعدى 25 ألف دج.
يجد الكثير من سكان عنابة أنفسهم أما حتمية شراء كبش العيد، بغض النظر عن سعره، فهذا الحيوان بالنسبة لأبناء بونة مفخرة أكثر من كونه أضحية، حيث يتسارع أغلبهم لشرائه خاصة ذوي الدخل المرتفع للتباهي به فيما بينهم، لا سيما وأن عنابة من أكثر الولايات التي تشتهر بها ظاهرة مصارعة الكباش فيما بينها وتنظيم حلبات خاصة، وإقحامها في معارك لا تنتهي، خاصة في الأحياء الشعبية، حيث أصبحت بالنسبة لبعض الشباب تقليدا سنويا لا يمكن الاستغناء عنها.
ويختار أغلب سكان المدينة التوجه نحو «سوق القنطرة» لشراء أضحية العيد، فمنهم من يجد كبشا في متناوله، ومنهم من يقف حائرا أمام غلاء سعره، وهو ما يؤدي في بعض الأحيان إلى مناوشات بين الزبون والبائع عن سبب ارتفاع السعر، وفي بعض الأحيان مفاوضات فيما بينهم لأجل تخفيض سعر الكبش لتمكينهم من اقتنائه.
وبرر سماسرة السوق ارتفاع أسعار بعض المواشي إلى ارتفاع سعر العلف وعدم توفيره بكميات كافية، على غرار التبن والشعير والنحالة.. حيث يتعدى سعره 3 ألاف دج للقنطار الواحد، وهو ما وضعهم أمام خيار المضاربة بسعر أضحية العيد في ظل اعتمادهم على الأغذية الجاهزة.
ويجد العديد من سكان الولاية أنفسهم أمام حتمية شراء أضحية العيد لتطبيق الشريعة أولا ولتلبية رغبات العائلة في الدرجة الثانية، حيث أن هناك من يجد هذه الأسعار في متناوله، فلا يتردد في شراء الأغلى ثمنا، في حين أن آخرون يقفون موقف المتفرج ولا خيار لهم سوى شراء خروف بأقل ثمن إن استطاع إليه سبيلا.
وكشف لنا أحد الباعة أن سعر الكبش لهذه السنة يباع بأسعار معقولة، ويمكن لذوي الدخل المحدود شراء أضحية، على اعتبار أن هناك بعض المواشي لا يفوق سعرها 20 ألف دج، في حين أن من يريد شراء كبش كبير فيمكنه ذلك بـ50 ألف دج، وبالمقابل أكد أحد السكان في حديث لـ»الشعب» أن الأسعار ليست مرتفعة مقارنة بالسنوات الماضية، مشيرا إلى أنه بإمكان السكان اقتناء أضحيتهم كل حسب إمكانياته، قائلا بأنه اشترى كبشا بـ32 ألف دج وذلك تماشيا مع ميزانياته، فالمهم بالنسبة له هو تطبيق الشريعة الإسلامية وإدخال الفرحة إلى بيته وأولاده على وجه الخصوص.
من جانب آخر تنتشر بعنابة، على غرار مختلف ولايات الوطن ظاهرة شراء «العجل» أو ما يعرف بـ»الوكريف» وهي الظاهرة التي يعتبرها الكثيرون فرصة للهروب من غلاء أسعار الماشية، والتعاون فيما بين الأصدقاء أو الجيران من خلال شراء عجل مشترك لعيد الأضحى المبارك، حيث بات العجل في الوقت الحالي ينافس كبش العيد، والإقبال عليه بشكل كبير، لاسيما من قبل العائلات ذوي الدخل المتوسط والتي وجدت ملاذها في هذا العجل، من خلال دفع ثمنه واقتسام لحمه بالتساوي بين المشتركين في شرائه.
وأرجع بعض السكان ممن تحدثنا إليهم عن اقتناء العجل يدل من الكبش، أن السبب الأول يعود إلى ارتفاع سعر الأغنام، والتعاون لشراء عجل يغنيهم عن دفع مبلغ كبير، كما أكدوا بأن لحم العجل صحي خاصة للمصابين بداء الكوليستيرول.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19816

العدد 19816

الإثنين 07 جويلية 2025
العدد 19815

العدد 19815

الأحد 06 جويلية 2025
العدد 19814

العدد 19814

السبت 05 جويلية 2025
العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025