موالون وسماسرة يتلاعبون بصحة المواطنين دون حسيب أو رقيب
لم تكتمل فرحة أغلب سكان مدينة عنابة بأضحية العيد، بعد أن اضطرت العديد من العائلات التخلص منها سريعا بسبب فسادها وتحول اللحوم إلى اللون الأخضر في اليوم الثاني من عيد الأضحى مباشرة بعد تقطيعها، حيث تفاجأوا قي بادئ الأمر برائحة كريهة ليتغير فيما بعد لونها إما إلى الأخضر أو الأزرق في شكل ينبئ بأنها غير صالحة للاستخدام.
لم تتوان هذه العائلات في التخلص من لحوم أضحية العيد خوفا من أي مرض قد يصيبها، لا سيما وأن هذه الظاهرة انتشرت في الجزائر السنة الماضية، وتبين أنه تم حقن المواشي بهرمونات بهدف تسمينها بسرعة، وهو ما أدى إلى تعفنها، وانتشار إشاعات بأنها قد تسبب أمراضا خطيرة لمستهلكيها.
على هذا الأساس لم تتوان العائلات التي اصطدمت بتعفن لحوم أضاحيها في بعثها مباشرة إلى القمامة، وذلك بالرغم من أخذ الحيطة والحذر خلال اقتناء أضحية العيد ونحرها وتقطيعها، حيث تم وضعها مباشرة في الثلاجة، إلا أنه بعد ساعات من ذلك تبين تحول الجزء الكبير منها إلى اللون الأخضر في ظاهرة تأسف لها الكثيرون.
ويبدو أن تعفن لحوم الأضاحي باتت ظاهرة طبيعية في الجزائر، حيث لا يقتصر الأمر على ولاية دون أخرى أو عائلة ما، وإنما اشتكت منها عديد العائلات في عنابة وفي ولايات أخرى، وذلك ما ظهر على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي لم يكن لها حديث في اليوم الثاني من عيد الأضحى، سوى تحول أضحية العيد إلى اللون الأخضر مرفقة بصور تؤكد ذلك.
وتأسفت العائلات المتضررة من جشع التجار والسماسرة الذين لا هم لهم سوى جني الأموال، على حساب صحة المواطن، الذي دفع مبلغا كبيرا لتطبيق الشريعة الإسلامية وإدخال الفرحة إلى أهله، إلا أن هؤلاء الموالين أفسدوا فرحة العائلات الجزائرية التي تؤكد على أنها قامت بنحر الأضحية في ظروف حسنة وحفظها بعيدا عن الشمس كما جرت عليه العادة كل سنة، ومن غير الممكن إلصاق التهمة بهم، مطالبين بفتح تحقيق معمق حول هذه الظاهرة الخطيرة التي تمس حياة الآلاف من الجزائريين ومحاسبة المتسببين فيها، حتى لا تصبح ظاهرة تتميز بها الجزائر عن بقية الدول العربية، ويتهرب الجزائريون من اقتناء أضحية العيد والبحث عنها في أماكن أخرى.
