يشهد مستشفى بن عكنون لأمراض العظام ضغطا كبيرا بسبب توافد أعداد هائلة من المواطنين القادمين من مختلف الولايات على مصالحه قصد تلقي العلاج وإجراء فحوصات أشعة وتحاليل طبية، وهو ما جعله عاجزا عن ضمان تكفل جيد بجميع المرضى وتوفير خدمات طبية في المستوى.
«الشعب» تنقلت إلى مستشفى بن عكنون في جولة استطلاعية ورصدت معاناة المرضى في الحصول على موعد قريب للقيام بالفحوصات الطبية، لاسيما بالنسبة للأشخاص الذين لا يملكون وساطة مع عمال المستشفى، مؤكدين أنهم في كل مرة يصطدمون بواقع مر في ظل تمديد آجال مواعيد الفحص والتي في بعض الأحيان تصل إلى 6 أشهر.
من جهتها أكدت الحاجة «زهراء. س» القادمة من ولاية الجلفة أنها تعاني من مرض مزمن على مستوى العظام ورغم أن موعدها لإجراء فحص DMO اليوم، إلا أنها لم تستقبل من قبل الطبيب المختص وتم تغيير موعدها إلى تاريخ آخر قائلة: «شقيت شقوة باطل ».
وأضافت الحاجة زهراء أنها اضطرت إلى التنقل لمسافة طويلة رفقة زوجها، وعند وصولها للمستشفى انتظرت بالمصلحة من الساعة الثامنة صباحا الى الواحدة معتقدة أن دورها سيأتي للقيام بالفحص إلا أنها بقيت جالسة دون أن يعلمها أحد بأن الطبيب غائب وموعدها تغير إلا بعد استفسارها عن الوضع.
أجمع المرضى الذين يتابعون علاجهم بمستشفى بن عكنون على كفاءة الأطباء العالية ومستواهم الجيد في علاج المصابين بمختلف أمراض العظام، وهو ما جعلهم يرفضون القيام بالفحوصات في مستشفيات أخرى إلا أن الضغط الكبير الذي يواجهه على حد تعبيرهم أثر سلبا على نوعية الخدمات الطبية المقدمة من قبل الأطباء المختصين في طب العظام، بالإضافة الى غياب الاتصال الذي يبقى نقطة سوداء.
من جهتهم رفض المكلفون بتقديم المواعيد للمرضى قبول وصفة إحدى السيدات تقطن بالعاصمة كون الطلب تابعا لعيادة خاصة، حيث أكدوا لها أن طلبها إجراء فحص بالأشعة في مستشفى بن عكنون لا يمكن قبوله ومن المفروض أن يكون من طرف مستشفى عمومي.
تقربنا من هذه التي كانت في حالة استياء كبير بسبب وضعها الصحي المتدهور من جهة وتلاعب المستشفيات بها من جهة أخرى، حيث أوضحت أنها باشرت العلاج في إحدى العيادات الخاصة بالعاصمة كونها لم تستطع الحصول على موعد قريب وبعد ذلك طلب منها الأطباء بالعيادة أن تقوم بفحص «دي أم أو» بمستشفى بن عكنون، كونهم لا يتوفرون على الجهاز الخاص بالفحص.
بدوره اشتكى الشاب محمد الذي تعرض إلى حادث مرور من طول فترات المواعيد التي تحدد بعد 6 أشهر فما فوق، موضحا أن عدم تمكنه من الحصول على موعد قريب جعله يضطر إلى إجراء الفحوصات في عيادة خاصة إلا أنه حاليا غير قادر على دفع مبالغ أخرى.
في ظل المواعيد الطويلة التي تفرضها إدارة المستشفى بسبب الضغط الكبير يجد المريض نفسه حائرا أمام هذه الوضعية المزرية ومخيرا بين الصبر لستة أشهر كاملة أو الذهاب إلى العيادات الخاصة التي تستنزف جيوب المرضى وبعد ذلك ترسلهم من جديد إلى المستشفيات العمومية.