بمناسبة إحياء الذكرى 61 لمعركة المراح ببشار، مصمودي:

ملحمة كبدت العدو الفرنسي 260 قتيل وعددا مماثلا من الجرحى

دحمان جمال

تعتبر من المعارك الكبرى بالولاية الخامسة التاريخية، جرت أحداثها بتاريخ 17 سبتمبر 1959، هي معركة المراح التي وقفت بشار هذه السنة عند ذكراها 61 وتم إحياؤها بإشراف المسؤول التنفيذي الأول بالولاية وبحضور السلطات المدنية والعسكرية بالتنسيق مع مديرية المجاهدين.

بهذه المناسبة أكد فوزي مصمودي مدير مديرية المجاهدين على أهمية التذكير بمختلف مراحل ثورة التحرير وبأبطالها وبصانعيها الذين تحملوا الصعاب والشدائد من أجل استقلال الجزائر وخاضوا أعظم الثورات ضد أغشم وأعتى قوة استعمارية والتي مارست المظالم والضغوط وأبشع أنواع القسوة والجبروت على الشعب الجزائري.
واعتبر مصمودي مرور أكثر من نصف قرن على استقلال وطننا يفرض على جيلنا الحالي الحفاظ على الذاكرة الجماعية من خلال جمع شهادات الشخصيات الفاعلة في تاريخ ثورتنا المجيدة لتبليغها للأجيال لاسيما لفئة الشباب، مشيرا إلى أن منطقة بشار عرفت على غرار كل مناطق الوطن أحداث ومعارك صنعها أبطال فهنالك من فازوا بالشهادة وهنالك من عايشوا الاستقلال.
ومن هذه المعارك معركة المراح بجبل بشار والتي تبعد بحوالي ثلاثين كلم عن مدينة مشكلة من هذا الجبل بقممه الثلاثة على شكل هلال يتوسطه واد عريض توجد على جوانبه بعض الآبار مع أشجار شامخة تتسرب نحو القمم بينما تغطي الصخور والأحراش الجبل من سفحه إلى أعلاه فجعلت منه كتلة صخرية عارية صعبة المسلك وخالية من السكان كان البدو الرحل يستغلونها.
وأشار مصمودي إلى أنه بالموقع المحصن ابتدأت الثورة المسلحة في المنطقة ونمت، حيث كان جبل بشار ملجأ للمجاهدين منذ البداية وتدربوا فيه على النظام العسكري بعيدا عن أعين قوات الاستعمار وكان عددهم 240 جندي بقيادة فريحة عمر الملقب «بزكارية» وكان مركز انطلاق المجاهدين للقيام بالعمليات العسكرية ضد قوات الاستعمار وكان يشرف على هذا المركز المسئولان العسكريان خثيــر الحسين وحمليلي الميلود حيث استشهد في هذه المعركة 11 شهيدا وأصيب مجاهدان آخران بجروح، فيما تم نقل زكرية مجروح إلى مدينة فقيق المغربية.
وتم التطرق إلى هذه المعركة من خلال تحقيق قام به الصحفي علي العياشي بمجلة أول 1 نوفمبر اللسان المركزي للمنظمة الوطنية للمجاهدين العدد رقم 60 السنة 1983، وقدم بن احمد الطاهر لـ «الشعب» بمعلولات حول الشهيد «المسبل» الذي تم ذكره في التحقيق قائلا إن «المسبل» والذي تم إعدامه رميا بالرصاص من طرف القوات الفرنسية أثناء تمشيط منطقة جبل بشار قبل طلوع الفجر بواد العطش بالقرب من جبل بشار هو الشهيد بن الشيخ محمد ابن جيلالي بن دحان وزهراء بنت بن زيان.
وكان هذا المسبل مكلفا بإشعار المجاهدين المتواجدين بجبل بشار بتحركات المستعمر جراء العمليات الفدائية التي نفذتها المجموعة ليلة 16 سبتمبر 1956 هذه العمليات التي أدخلت الرعب والهلع في قلوب المستعمر، وفي اليوم التالي حشد العدو قواته المتواجدة في بشار بنية التفتيش وكان جنود جزائريون مندسون في وسط الجيش الفرنسي وكان دورهم التجسس وإخبار المجاهدين عن تحركات العدو ما كبد العدو خسائر في المعركة.
وأسفرت هذه المعركة الشرسة على قتل العديد من قوات العدو، حيث قدرها المجاهدون بــ 260 قتيل وعدد مماثل من الجرحى وإسقاط طائرة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19817

العدد 19817

الثلاثاء 08 جويلية 2025
العدد 19816

العدد 19816

الإثنين 07 جويلية 2025
العدد 19815

العدد 19815

الأحد 06 جويلية 2025
العدد 19814

العدد 19814

السبت 05 جويلية 2025