أحيت الجزائر، أمس، ذكرى الاستفتاء على ميثاق السلم والمصالحة الوطنية الذي أقره رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة سنة 2005، وهو قرار تاريخي يحسب في سجله السياسي والنضالي، كما يعد سابقة لزعيم سياسي أقرها في ظل معطيات متضاربة ووضع اقتصادي مترد وجبهة اجتماعية «تنتظر القوت وتنظر إلى الموت». وجاء إقرار هذا القانون في وقت كان البعض يراهن على انهيار دولة كانت تنظر (من التنظير) لكفاح الشعوب المستعمرة والمستضعفة.
لاستحضار ذكرى المصالحة الوطنية توجهنا إلى مكتب رئيس مكتب المنظمة الولائية لأبناء المجاهدين بولاية تيارت دلال محمد، الذي فضل أن يتكلم بصفته مواطنا وفلاحا بمنطقة مشرع الصفا، لأنه عايش العشرية السوداء بالوسط الريفي فكان اللقاء فرصة لاستذكار السنين العجاف أو الأيام السوداء كما سماها، حيث استحال على الفلاحين في منطقتهم القيام بالأعمال الفلاحية ولاسيما الحصاد في بداية الأزمة، بعد اهتراء الطرقات واستحالة استعمال السيارات، مما اضطرهم إلى التنقل على متن وسائل تقليدية، حتى الأفراح كالأعراس والختان وغيرها من الاحتفالات التي كانت تقام حرمت عليهم بسبب الخوف من الموت، ولأن جل العائلات حزينة سواء بسبب موت احد أفرادها أو بسبب ما يجرى في البلد من تهويل وتقتيل.
وقال دلال انه وجيرانه كانوا يلتحقون ببيوتهم مبكرا لاسيما وأن المنطقة شهدت أحداث خطيرة كونها تقع بالقرب من غابة وسيدي بختي ودوار القدادرة والعزوانية وسيد علي ومع ذلك بقي الكثير من السكان يقاومون بعد أن استفادوا من أسلحة، وتحصنوا داخل أراضيهم ومنهم من غادر المكان لكونهم لا يملكون سند يساعده كالأبناء أو الأقارب الذين غادروا المنطقة.
فرج... بعد إقرار ميثاق السلم والمصالحة الوطنية
جاء الفرج بعد إقرار رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ميثاق السلم والمصالحة الوطنية الذي طرح للاستفتاء على الشعب الجزائري وزكاه سنة 2005 بنسبة 99%....و تنفس السكان الصعداء بمجرد أن أعلن عن المشروع عبر وسائل الإعلام حيث رحب الجميع بالفكرة وكيف لا وقد ذاق الشعب الجزائري مرارة الحياة، ووجه دلال عبارات الشكر لرئيس الجمهورية الذي أعاد لنا البسمة بعد أن ساد اليأس، حيث تمكن الكثير منا من العودة إلى مواطنهم الأصلية وقراهم لخدمة الأرض والمساهمة في الرفع من الاقتصاد الوطني.
الجزائر قبلة للتشاور وحل النزاعات
أضاف دلال أن رئيس الجمهورية أعاد مكانة الجزائر الدولية بعد أن غابت عن المحافل الدولية لانشغالنا بأزمتنا، كما أصبحت اليوم قبلة للتشاور وحل الأزمات، والمتتبع للمشهد السياسي في الجزائر لا يغيب عنها وفد أو رئيس أو وزير يوميا، ونحن نشاهد ذلك عبر وسائل الإعلام، بعدما كنا في حصار دولي، والحمد لله كابدنا الويلات لوحدنا، ووجدنا الحل لوحدنا بفضل رئيس الجمهورية وبالتفاف الشعب الجزائري حوله.
كلمتي الأخيرة يقول دلال حافظوا على هذا المكسب الذي دفعنا عنه الكثير، ولقنوا الدرس للاجيال المتعاقبة واقرؤوا لهم التاريخ كما هو، والمصالحة الوطنية جاءت من رحم ديننا الحنيف ولم يات به الرئيس من ديانة أخرى أو نص آخر لان (الصلح خير) وأضاف للذين لا يزالون لم يستفيدوا من قانون المصالحة الوطنية بقوله لا زال القانون ساريا اغتنموا الفرصة عودوا إلى أهلكم وذويكم ودولتكم لان الجزائر وطن فريد وتاريخ فريد من نوعه ومن زار الدول الأخرى يعرف فقيمة الوطن»الجزائر»