الأمين الولائي لأرندي وهران:

التواصل مع الأسرة الإعلامية ركيزة أساسية في برنامج الحزب

وهران: براهمية مسعودة

 أشادت أسرة التجمع الوطني الديمقراطي بوهران بالعلاقات المتميزة التي تجمعها بالإعلاميين والصحافيين، معبرة عن استعدادها الكامل والمستمر للتعاون معهم ودعمهم ومرافقتهم في مهامهم النبيلة وأدوارهم في تنوير الرأي العام الوطني جنبا إلى جنب كافة الشركاء في تحقيق التنمية المطلوبة لولايتنا.
جاء ذلك خلال ندوة فكرية بمناسبة اليوم الوطني للصحافة، نظّمها «أرندي» وهران بمشاركة كوكبة من الأساتذة  المختصين في المجال وعلى رأسهم منشط هذه التظاهرة الدكتور مرسلي لعرج، رئيس قسم الإعلام والاتصال بجامعة وهران.
وبالمناسبة قال الأمين الولائي للتجمع الوطني الديمقراطي وعضو مجلس الأمة، عبد الحق كازي تاني أن التواصل مع الأسرة الإعلامية ركيزة أساسية في برنامج الحزب، لتفادي المعلومة الخاطئة أو العمياء، معبّرا عن المكانة الهامة التي يوليها الحزب لوسائل الإعلام بمختلف أشكالها.
وأشار إلى أهمية اليوم الوطني للصحافة الذي أقره فخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة منذ 4 سنوات تزامنا مع صدور العدد الأول لجريدة المقاومة الجزائرية في 22 أكتوبر 1955، تقديرا وعرفانا بدور رسالة الصحفي والإعلامي في خدمة الوطن منذ الرعيل الأول الذي ساهم في مسيرة الثورة التحريرية المباركة.
وقد تناول الأستاذ بن صالح محمد في مداخلته الموسومة بـ» ظاهرة الإعلام السمعي البصري والتكنولوجيات الحديثة» ليؤكّد على  ضرورة التحلي باليقظة والتفكير المتمعّن عند قراءة مقال مكتوب أو سمعي بصري، من خلال  تتبع  نواياه ومقاصده أو تفسير ما بين السطور.
كما شدّد الأستاذ بن صالح محمد، مخرج تلفزيوني وأستاذ جامعي وباحث في حقل الإعلام والاتصال والصورة والسميولوجية على ضرورة مسايرة العصر من خلال تفعيل التكوين وتصويب العلاقة بين مختلف مصادر المعلومة والأسرة الإعلامية، من أجل الصدق والحقيقة.
وأشار في هذا الإطار إلى خلايا الاتصال عبر مختلف الوزارات والإدارات والمؤسسات والهيئات وغيرها، متسائلا لماذا مؤسسة سوناطراك نجحت في خطتها السياسية الإعلامية على عكس القطاعات الأخرى.
بدوره، قال الأستاذ عباسة الجيلالي وهو صحفي بوكالة الأنباء الجزائرية وأستاذ جامعي له عديد المؤلفات في مجال الصحافة: نحن في الجزائر نتحدّث كثيرا عن الصحافة وتطوّر المشاريع الصحفية ونتناول الموضوع من الناحية الكميّة العددية، صحيح الصحف تطورت من 6 يوميات إلى 400 صحيفة في الوقت الحالي، لكن هل كل المشاريع الإعلامية الصحفية هي مشاريع ذات أهداف إعلامية.
عقب قائلا: الكثير من المهتمين يركّزون  في مشاريعهم الإعلامية على الجانب التجاري على حساب الأهداف الإعلامية، معتبرا في الوقت نفسه أن 400 صحيفة عرفتها الجزائر في ظرف 27 سنة يعتبر عددا قليلا بالمقارنة مع فرنسا على سبيل المثال  التي تمكنت خلال الثورة الفرنسية من 1789 إلى 1800 من تأسيس 1350 صحيفة في ظرف 11 سنة مقابل نفس عدد السكان تقريبا.
وشدّد عباسة على أن الجزائر تفتقر إلى صناعة إعلامية حقيقية وجمهور إعلامي، وهذا ما جعل حسبه 60 صحيفة تتوقّف عن الصدور، من بينها 24 يومية فيما تعاني عشرات الجرائد الأخرى ظروفا مادية صعبة، بسبب انخفاض الإشهار الجزائري بنسبة 65٪.
كما يرى نفس المصدر أن المواطن له الحق في المعلومة والإعلام، لكن الإعلامي ليس له الحق في الوصول إلى المعلومة التي يقدمها للمجتمع، مما يطرح تساؤلا آخر: هل لدينا الحرية الكفيلة بتحقيق هذه الترقية الإعلامية.
وفي هذا الصدد أوضح قائلا: في الحقيقة الحرية دائما تربط بالمسؤولية الإجتماعية والإنسان الذي لا يلتزم بالمسؤولية الاجتماعية ليس من حقه المطالبة بالحرية ونفس الشيئ بالنسبة للإنسان الذي لا يمتلك الحرية فهو الآخر ليس مطالبا بالمسؤولية الإجتماعية.
ثم قال إن «الجمهور الإعلامي والمتلقين دائما ينظرون إلى الصحافة الجزائرية بنوع من الانتقاد وأنها تقدم المعلومة ليس بشكل دقيق وليس بشكل متوازن، وبالطبع لأن الجمهور الجزائري أصبح يرى الواقعة الواحدة في أوجه مختلفة في خضم التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم».
ومن بين السلوكيات التي ندّد بها عباسة أن العديد من الإعلاميين لا يفرقون بين التعليق والحقيقة، قائلا «إذا قدمنا تعاليق وآراء للمتلقي فسنؤدي إلى تكوين مواقف معينة وربما تكون هذه الآراء خاطئة من الأساس، وبدلا من إعلام المواطن بتعاليق عما يحدث، فمن الواجب أن نقدم له الحقائق كلها حتى تكون هذه الآراء حقيقية.
كما أشار إلى الصحف التي تعتمد على اختيار الأخبار السلبية وتتغافل على الأخبار البناءة، موافقا على الآراء التي تعتبر هذا النوع من الوسائل الإعلامية مصدرا من مصادر التهجم على الجزائر، ناهيك عن الجرائد التي تركّز حسبه على قضايا ثانوية على حساب قضايا رئيسية وتلك التي توظف العناوين المضللة التي لا علاقة لها بالمحتوى وأخرى تعمل على البحث عن الحقيقة لتزييفها عن قصد وغيرها من الانحرافات المهنية حسبه.
ومن جهة أخرى تطرق إلى إشكالية غياب مصادر الخبر وتكاسل الإعلاميين أحيانا واعتماد الكثير منهم على الأنترنت لانتقاء المعلومات ونشرها في الصحف، مشيرا في هذا الإطار إلى دراسة نشرتها جامعة الجزائر في 2008 حول استخدام الصحافيين لوسائل الشبكة العنكبوتية لتقديم الأخبار تكشف أن 85.33٪ يعتمدون على شبكات الأخبار التي تقدمها الأنترنت.
وتوصّل نفس المصدر إلى نتيجة مفادها أنّ الإعلام الغربي هو من يقرر الإعلام الوطني، باعتبار أن الصحفي  يعتمد على أخبار تعالج في مراكز إعلامية أجنبية لها توجّه معيّن، ويكمن الخطر حسبه دائما في أن الدراسات الاجتماعية تعتبر وسائل الإعلام من أكثر الوسائل تأثيرا على سلوكيات المجتمع.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19462

العدد 19462

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024
العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024