اتفاق بين الجزائر والاتحاد الأوروبي

تطوير حلول جديدة لتسيير الماء والإنتاج الغذائي

 وقعت الجزائر والاتحاد الأوروبي، أمس الأول، ببروكسل، اتفاقا من شأنه تعزيز مشاركة الجزائر في الشراكة من أجل البحث والابتكار في منطقة حوض المتوسط «بريما»، وهي مبادرة تهدف إلى تطوير حلول جديدة للتسيير المستديم للماء والإنتاج الغذائي في منطقة المتوسط.
وتمّ التوقيع على الاتفاق من طرف وزير التعليم العالي والبحث العلمي الطاهر حجار، والمفوض الأوروبي المكلف بالبحث والعلوم والابتكار كارلوس موداس، خلال حفل نظم بمقر المجلس الأوروبي.
واعتبر حجار، أنّ التّوقيع على الاتفاق يأتي في «الوقت المناسب»، مضيفا أنّ المبادرة «تحمل في طياتها أملا كبيرا في ترقية مشاريع بحث بين البلدين الشريكين، كفيلة بتقديم حلول بشكل مدمج للرهانات الشاملة والتحديات التي تعترض الأنظمة الفلاحية للبلدين المعرضة لندرة في المياه».
وبحسب الوزير، فإنّ برنامج بريما «سيساهم في رفع التحدي المشترك»، المتمثل في ندرة المياه في منطقة المتوسط «لدعم رفاهية شاملة وتنمية اجتماعية اقتصادية» في المنطقة في إطار تعاون أورومتوسطي مدعم.
وجدّد الوزير الالتزام الكامل للجزائر في هذه الشراكة، مؤكّدا أنّ البلاد ستعتمد في هذا الشأن على «أرضية خصبة تضم 150 مشروع وطني» للمساهمة بشكل بناء وفعلي في هذا البرنامج.
ويأتي الاتفاق حول مشاركة الجزائر في برنامج بريما، يضيف الوزير، «لإثراء الإطار القانوني لتعاوننا»، مؤكدا أن هذا المسار الذي انضمت إليه الجزائر والاتحاد الأوروبي، سيسمح بالاستجابة «لتطلعات الطرفين بما يخدم مصالحهما المشتركة».
وأشاد حجار بنوعية الحوار الذي تمت مباشرته مع الاتحاد الأوروبي ضمن مسار تعاون «مثمر وذي منفعة متبادلة»، من خلال تحديد الأولويات المشتركة للشراكة في إطار السياسة الأوروبية للجوار المجددة والمصادق عليها خلال مجلس الشراكة الجزائر - الاتحاد الأوروبي، المنعقد في مارس الفارط ببروكسل.
من جهته وصف المفوض الأوروبي المكلف بالبحث انضمام الجزائر لبرنامج بريما «بحدث تاريخي»، سمح لكلا الطرفين ببناء شراكة «فريدة من نوعها».
وأشار المسؤول الأوروبي، إلى أن الجزائر تعد أول بلد شريك يقوم بالتوقيع على اتفاق مع الاتحاد الأوروبي للمشاركة في البرنامج الذي أنشئ في إطار سياسة الجوار الأوروبية.
ويهدف برنامج بريما، إلى «تعزيز التعاون مع البلدان التي ترغب في توطيد العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، تجمعها به مصالح مشتركة وتعاون الند للند».
وأضاف، أن جهود الجزائر لدعم مستقبل منطقة المتوسط تستحق «الإشادة»، معتبرا أنها «تدل على أن الجزائر بلد له مفهوم واضح للتحديات التي تواجهنا وتحذوها إرادة للبحث عن الحلول».
ويرى المفوض الأوروبي أن إطلاق برنامج «بريما»، «مرحلة حاسمة» للشروع معا في رفع التحديات الفعلية للفلاحة المستدامة والأمن الغذائي والموارد المائية، مشيرا إلى أن ندرة المياه تمس 60 مليون شخص في حوض المتوسط.
من جهته، أوضح ممثل الرئاسة الاستونية بمجلس الاتحاد الأوروبي السفير لومبيت ويبو، أن مجلس الاتحاد الأوروبي «يولي أهمية كبيرة للعلاقة بين الاتحاد والجزائر»، معتبرا أن الاتفاق الموقع، يوم الخميس، يشكل «مرحلة هامة» في مسار تطوير شراكة «بريما» ومن شأنه أيضا «تعزيز التفاعلات المستقبلية» بين الطرفين، قبل أن يعرب عن ارتياحه «للروح البناءة» التي ميزت المفاوضات.
وتضم مبادرة «بريما» (2018 - 2028) التي يمولها جزئيا برنامج البحث والابتكار التابع للاتحاد الأوروبي «آفاق 2020»، 19 مشاركا، من بينهم عدة دول من الضفة الجنوبية لحوض المتوسط (الجزائر ومصر والأردن ولبنان والمغرب وتونس).
وسيتم تمويل هذه المبادرة من قبل الدول المشاركة (274 مليون أورو حاليا) بمساهمة 220 مليون أورو من الاتحاد الأوروبي في إطار برنامج «آفاق 2020».

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19472

العدد 19472

الجمعة 17 ماي 2024
العدد 19471

العدد 19471

الأربعاء 15 ماي 2024
العدد 19470

العدد 19470

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19469

العدد 19469

الثلاثاء 14 ماي 2024