أعداء الجزائر مندسون لا ينامون
كان لقيم الثورة الجزائرية الأثر البالغ في جعل الأبعاد الدينية والإنسانية منطلقا لإبلاغ صوت الحق ورفع الظلم والاضطهاد عن الشعب الجزائري، ما كلفه تضحيات جساما أنارت الطريق للأجيال نحو العزة والكرامة وتحصينه من الهزات. وبحسب الخطيب عيسى عسلي من مسجد سلمان الفارسي في الردار بالشلف، حيث دعا إلى إبرازها وتخليد آثار الشهداء.
❊ الشعب: كان للثّورة الجزائرية من خلال شهدائها ومجاهديها رسالة للتحرير، كيف ترون هذا المنحى انطلاقا من موقعكم؟
❊❊ الإمام عيسى عسلي: ثورتنا المضيئة التي هزت القلوب والنفوس من أبناء هذا الوطن الشامخ شموخ الونشريس والأوراس وجبال القبائل أخذت مرجعيتها من قيم أبطالنا الأشاوس، الذين سقطوا في ميدان الشرف و{منهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلا} قد أخذت معينها من قيم ديننا الحنيف باسم الله أكبر التي زلزلت قوات الحلف الأطلسي، وكسّرت شوكة الطغيان وأنياب مستنزف خيراتنا على يد هؤلاء الشجعان الذين ضحّوا بالنفس والنفيس في سبيلنا. لذا ظل من الواجب علينا ومن موقعنا هذا ومواقع أخرى شيدتها الدولة الجزائرية، أن نغرس في شبابنا ومواهبنا التي تمثل ركائزنا لبناء صرح الأمة مع تذكير كل مواطن بشعلة الشهيد ورسالة المجاهد قصد التمسك بالقيم والتواجد في كل الظروف باعتبارها زادنا وطموحنا مادمنا شباب كل واحد في موقعه.
❊ أشرتم إلى عضد الأمة وهم الشباب، فإلى أي حد ترون ترسيخ هذه المبادئ النوفمبرية؟
❊❊ (يبتسم) وكيف ترونني؟ أحببت وطني وأنا على شبابي وقريب من شيوخنا ورجالات ولايتي ومنطقتي وصناع ثورتنا المباركة، لذا أعمل وفق توجهات دولتنا وتعليمات على ترسيخ المبادي النوفمبرية التي نتنفس منها جميعا لأنها من منطلق ديننا الحنيف، ومثل هذا العمر الزمني، فالشباب في طليعة البناء والدفاع والحماية، ولعل إشادة عبد الحميد بن باديس به حين قال:
شعب الجزائر مسلم
وإلى العروبة ينتسب
إلى أن يقول:
يا نشء أنت رجاؤنا
وبك الصباح قد اقترب.
هذه رسالة واضحة ومدوية حق لنا أن نغرسها ونعمل على تثبيتها قولا وعملا، فإذا كان شباب الثورة رحمهم الله، ومن بقوا يعدون نبراسا لنا، فالواجب أن ندعم هذا التوجه لاستمرار وجودنا بكل عزم وقوة.
❊ ألفك المصلّون من خلال دروس الجمعة من الذين يحرصون على أمن البلد، ما السر في ذلك؟
❊❊ هذا من شيمي وواجبي ورغبة كل مواطن يعرف ما معنى الجزائر وحرمتها وكيانها والمراحل التي مرت بها، فحساد هذا البلد الطيب كثيرون وأعداؤها مندسون ولا ينامون، فجيشنا المرابط على حدودنا صحراؤنا لهم بال وقوات أسلاكنا الأمنية تقاسمهم الحرس والحماية وضمان الأمن للبلد والعباد. فهل هناك رسالة كهذه الرسالة؟ فالأرض التي أنجبت الأمير ولالة نسومر والمقراني والأمير خالد وحسيبة والعربي بن مهيدي ووالحواس وبونعامة وزبانة وسي محمد بوقرة وعلي لابوانت، وغيرهم كثر وتلاها رجال صنعوا المجد، لا يحق لنا أن نطوي صفحاتهم الزاهرة وجهودهم النيرة في البناء والتشييد.
❊ أين تكمن رسالة المؤسّسة المسجدية هل للمّ الشّمل أم هناك غايات أخرى؟
❊❊ مهمتنا لا تقتصر على تذكير الناس برسالة ربهم والقيام بالفرائض والسنن والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بل كذلك ببناء الإنسان الصالح لأمته ووطنه، ليفوز في الدارين. فأمثال الوجوه التي ألقاها يوميا من الفجر إلى العشاء من أبناء منطقتي بشيوخها ومجاهديها وأفرادها الطيبون وبشبابها المطيع والمخلص لوطنه ودينه، هي وجود تدفع كل من كان كمثلي لأداء دوره بولايتنا وغيرها من الولايات التي تبذل فيها جهود تحت قيادة رشيدة وموفقة في أداء واجبها. لذا فرسالة المسجد لا يمكن أن تخرج رسالة الأمة التي دافعت عن الحق ونصرته في كل مكان وزمان دون النظر إلى جنس هذه الأمة وتلك في نظري.
❊ ما هي الرسالة التي توجّهها انطلاقا من تضحيات رعيل الثّورة والذين ما بدلوا تبديلا؟
❊❊ أود أن أؤكّد على رسالتين، أولهما أن مبادئ ثورتنا ذات قيم وطنية ودينية وأخلاقية من جهة وقيم إنسانية، لأن نظرة آبائنا الشهداء ورعيل المجاهدين ــ أطال الله في عمرهم ــ قد تحدت حدود الوطن نحو شعوب مقهورة ومسلوبة الحقوق، لذا كان لمبدأ التحرر في قاموس هؤلاء مبدأ تخليص الإنسان من العبودية، لذا اكتسبت الثورة النوفمبرية رسالة عالمية بكل المقاييس. وشكرا لجريدتكم الغرّاء.