أنا حفيدة سيدة عظيمة جاهدت من أجل استقلال الجزائر وآثرت البقاء في الظل، إنها المجاهدة المرحومة حباس نجية زوجة بن نبري المولودة في 04 جانفي 1936 ببلدية الجزائر الوسطى.
كبرت وترعرعرت في قلب القصبة العتيقة وبالضبط في نهج نفيسة، كابدت وشاهدت سوء المعاملة والجرائم الاستعمارية البشعة التي ارتكبت في حق الجزائريين.
تزوجت وعمرها 18 سنة وهي في تلك السن المبكرة قررت الجهاد والكفاح في سبيل الجزائر وفي قلب المستعمر، حيث سافرت إلى ليون الفرنسية وقامت بجمع الأموال وإرسالها إلى إخوانها المجاهدين، شاركت في مظاهرة 17 أكتوبر 1961 في باريس ونجت من المجزرة بأعجوبة وكانت المحطة التي زادت إصرارها على الجهاد والاستشهاد، رفضت الجنسية الفرنسية سنة 1958 وهذا ما تأكدت منه لدى مصالح السفارة الفرنسية.
أتحسر كثيرا أنني لا أملك المزيد من المعلومات عنها ما عدا ما استقيته من شهادات من رافقوها في مسيرتها والذين أعربوا لي عن إعجابهم بشجاعتها وقوة شخصيتها فهي ـ رحمها الله - لا تعرف التراجع والاستسلام وأحمد الله أن حلمها في استقلال الجزائر قد تحقق.
المجاهدة المرحومة حباس نجية، انتقلت إلى رحمة الله وأخذت أسرارها معها ولم تبح بها لأحد وأنا فخورة أنني حفيدة هذه المرأة العظيمة التي أحببتها ولم أعرفها يوما.
رحمة الله عليها وعلى كل المجاهدين والشهداء في هذا اليوم العظيم الذي تقرّر فيه مصير الجزائر الذي كتب بدم الشهداء.