تعيش ولاية سيدي بلعباس أياما تاريخية حافلة، مثقلة بالأنشطة الثقافية، الفكرية والرياضية تزامنا وإحياء الذكرى 63 لاندلاع ثورة التحرير المجيدة، حيث ترتكز معظم الأنشطة المقامة على العودة إلى تفاصيل الحدث التاريخي بالمنطقة التاريخية الخامسة والتعريف بأمجاد وبطولات صانعي التاريخ بهذه المنطقة.
قامت، أمس، السلطات المحلية الولائية رفقة الأسرة الثورية بزيارة المجاهد زياني طيب بمقر سكنه، في خطوة للتقرب أكثر من هذا المجاهد واسترجاع ذكريات الكفاح المسلح وما اقترفه الجيش الفرنسي من جرائم في حق الشعب الأعزل ورفقاء الجهاد، حيث حظي المجاهد بتكريم في يوم قال عنه إنه من أفضل أيام حياته يوم شارك مع رفقائه من الرعيل الأول من المجاهدين في إطلاق أول رصاصة معلنين بداية حرب ضروس ضد المستدمر الفرنسي، المجاهد زياني الطيب إلتحق بكتائب المنطقة الخامسة كممرض، حيث ساهم في تمريض العديد من المجاهدين ممن أصيبوا في معارك ضد العدو شهدتها المنطقة الخامسة كمعركة جرف التراب كما ساهم أيضا في تكوين العديد من المعالجين من مختلف المناطق والولايات التاريخية، قبل أن يرتقي وبفضل نضاله العسكري إلى محافظ سياسي بالمنطقة. هذا وتم أيضا تكريم المجاهد خلافي محمد وهو أحد صانعي الثورة بالمنطقة الخامسة، هذا الأخير الذي دعا في رسالة وجهها للشباب إلى الإلتفاف حول الوطن ومواصلة عملية البناء مؤكدا أن الجزائر أمانة في عنق كل جزائري وجزائرية.
كما حمل برنامج الإحتفال تسمية مقر الوحدة الرئيسية للحماية المدنية بإسم الشهيد بلعمري قادر المدعو سي المداني، الذي إلتحق بصفوف النضال سنة 1998، حيث عمل بالقسمة الثانية للناحية الثالثة من المنطقة الخامسة بولاية سيدي بلعباس وكان ينشط تحت قيادة سي خليفة برتبة جندي، ثم واصل كفاحه المسلح تحت قيادة سي لقمش المهاجي، ليتحول إلى النشاط سنة 1926 تحت قيادة سي عبد الكريم، شارك سي مداني في عديد المعارك والإشتباكات ضد قوات الإحتلال قبل أن يستشهد على إثر وشاية بتواجده رفقة عدد من المجاهدين بأحد المساكن بدوار الحنايشة ببلدية العمارنة في 26 أفريل 1962 بعد محاصرة القوات الفرنسية للمنزل ووقوع إشتباكات عنيفة.
وبركح المسرح الجهوي تفنن براعم جمعية شذى الطرب في تقديم ملحمة تاريخية بعنوان الخفق والبنود والتي تحكي مسيرة نضال وكفاح جيل بأكمله في سبيل نيل الحرية والإستقلال.
