حضور حاشد في احتفالية وهران

استعراضات عسكرية ورياضية تحاكي قصّة النضال الجزائري

وهران: براهمية مسعودة

خرج آلاف الجزائريين، أول أمس الثلاثاء، إلى شوارع وهران للاحتفال بالذكرى الثالثة والستين لاندلاع الثورة التحريرية الكبرى في مسيرة جماهيرية حافلة، عرفت مشاركة مختلف المديريات والهيئات والمؤسسات والمنظمات وغير ذلك من فعاليات المجتمع المدني، وذلك بحضور السلطات المحلية والتنفيذية المدنية والعسكرية، وعلى رأسهم الوالي ميلود شريفي.
احتفالية وهران المخلّدة لعيد الثورة، شهدت مسيرة كرنفالية حاشدة، طافت شارع جيش التحرير الوطني بواجهة البحر حتى ساحة 1 نوفمبر «بلازدارم سابقا» تحت قيادة كوكبة من المجاهدين والمجاهدات حاملين الراية الجزائرية عاليا والأوسمة والشارات التقديرية تزيّن ملابسهم العسكرية، وسط هتفات المئات من الشباب والكهول والشيوخ، يوحّدهم هدف واحد، وعمل يُقصد به وجه الجزائر وبطولة أبنائها الأشاوس ودفاعهم المستميت عن أمنها القومي وحدودها.
وقد شهدت هذه التظاهرة التاريخية التي تواصلت لأكثر من 8 ساعات استعراضات عسكرية ورياضية وأنشطة تعبيرية فنية وثقافية، تحاكي بدقّة وإتقان قصّة النضال الجزائري، مرورا بأهمّ المقاومات الشعبية والأحداث التاريخ، كما أعطت ملخّصا رائعا للثورة الجزائرية منذ اندلاعها سنة 1954 وإلى أن تحقّق النصر المبين نحو عهد جديد وحقبة جديدة تمثل التطور والإزدهار، وهو ما عبّرت عنه مصالح الحماية المدنية وفرقة البحث والتدخل «البيياري» التابعة لشرطة وهران بخبرتها وإمكانياتها الكبيرة وغيرها من المؤسّسات التي شاركت هي الأخرى بلوحات تعبيرية تصوّر لنا مراحل تطوّرها وتقدّمها، على غرار قطاع الصحّة والتربية والموارد المائية والاتصالات والنظافة والتطهير.
كما وقفت «الشعب» على التصرفات المدنية التي أبدتها العائلات الجزائرية من سكان المدينة والمناطق الجوارية، عندما اصطفوا على جانبي الطريق مطلقين الزغاريد وأهازيج البهجة والمسرة، والكل عبّر بطريقته الخاصة بما يختلج في نفسه من المشاعر الوطنية والإفتخار بها، بعدما تزيّن الكثير منهم بألوان الراية الوطنية والألبسة التقليدية لترك بصمة لهم ولو بزغرودة مجد جزائرية في حق الجزائر وأبنائها.
ومن بين أهم المشاركين المنظمين، مديرية الشباب والرياضية، والتي أكّد مسؤولها الأول غربي بدر الدين أنّهم استغرقوا شهرين في تحضير هذا البرنامج الذي يعدّ الأكبر من نوعه بالجزائر، لاسيما من خلال التنسيق بين فقراته الاستعراضية، كعروض المجسمات والجداريات التاريخية الرائعة، ومسيرة الدراجات الهوائية والرياضات الشعبية والفنون القتالية ناهيك عن ألعاب الفانتازيا وفروسية البارود، بالإضافة إلى العروض العسكرية للسيارات الشرطية والحماية المدنية، والتي تلاحقت تبعا على أنغام الأناشيد الوطنية والأغاني التراثية والشعبية المحلية.
بدوره والي وهران اعتبر أنّ الأعياد الوطنية «واجب مقدّس» والاحتفال بها كل عام حقّ على كل جزائري وجزائرية بمختلف فئاتهم وشرائحهم الاجتماعية، داعيا السلطات المدنية والعسكرية والمنتخبين إضافة إلى مختلف أطياف المجتمع المدني أن يضبطوا ساعتهم على توقيت الأحداث التاريخية للثورة الجزائرية، التي أخرجت فرنسا وأذنابها من الجزائر، بعد أكثر من 132 سنة من التعذيب والبطش والتنكيل والقتل ومحاولات طمس الهوية وما قابلها من عزم وتحدي والتزام وإيمان بضرورة الوقوف صفا واحدا لتحرير الجزائر من الاستعمار الغاشم.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19473

العدد 19473

السبت 18 ماي 2024
العدد 19472

العدد 19472

الجمعة 17 ماي 2024
العدد 19471

العدد 19471

الأربعاء 15 ماي 2024
العدد 19470

العدد 19470

الثلاثاء 14 ماي 2024