أكاديميون في ملتقى الإعلام والثورة التحريرية بجامعة البليدة ٢

القلم والصوت رافقا السلاح وحصدا الحرية

البليدة: لينة ياسمين

إنشاء مخابر وفرق بحث مشتركة بين التاريخ والإعلام

احتضنت كلية العلوم الإنسانية بجامعة علي لونيسي البليدة 2، بمناسبة ذكرى اندلاع الثورة التحريرية، ملتقى دوليا حول « الإعلام والثورة التحريرية»، تناول خلاله شهود عيان وباحثون، الدور الفعال الذي أداه رجال حملوا السلاح في يد والقلم في يد أخرى، والقضية الوطنية في القلب، من زمرة المجاهدين بالقلم والكلمة الثورية وقتها، في حشد الرأي العام.

الملتقى حضره باحثون أكاديميون من تونس والكويت ومصر، وأكثر من 21 جامعة جزائرية، تناول فيه المشاركون دور الإعلام في الحركة الوطنية في الفترة الممتدة من 1919 إلى 1954، والعلاقة بين الإعلام الفرنسي والثورة، ودور رجال الإعلام من مجاهدي الثورة في التعريف بالثورة على المستوى الدولي.
وركز المتدخلون على إظهار دور الإعلام الذي رافق القضية الجزائرية في بداياتها الأولى، اعتبارا من نهاية القرن 19، أي منذ أن كانت في أروقة الأحزاب الوطنية والثورات الشعبية التي ظهرت لمقاومة الاحتلال الاستدماري، حيث تفطن فيها «حملة القضية الجزائرية» في العقل والقلب والروح «، إلى أهمية استغلال وسائل الإعلام وقتها، المسموعة والمقروءة بالأخص، لتبدأ أولى بوادر الحرب الإعلامية إن صح القول مع « الجرائد، وبرزت بشكل منوع، ليتم الإعلان رسميا ببداية مرافقة الإعلام أو الصحافة المحدودة حينها للحركة الوطنية في الفترة التي تلت الحرب الكونية الأولى (1918 و1945)، وأصبحت جرائد البصائر مثلا والبرلمان الجزائري والأمة والشهاب، من الأسماء التي حفظها الجزائريون، وهنا تغيرت معطيات التعاطي مع الاستعمار، والذي قال أحد المتدخلين إن فرنسا وعت وفهمت بأن الجزائريين فقهوا أهمية الإعلام في محاربتها وفضح مخططاتها التخريبية لكل شيء، وخاصة للهوية الوطنية.
 ولأن الحراك السياسي الوطني، بات غير فعال ولا مجد، كشف متدخلون عن ظهور طرح جديد بين شباب غامروا، حينما أعلنوا أن فرنسا الاستعمارية لا يقضي عليها إلا السلاح واستعمال القوة، وهنا زاد الإعلام في تحمل مسؤولية ثقيلة، في الوطن وخارجه، وباتت المسؤولية أثقل، ورسم مفجرو الثورة التحريرية في 1 نوفمبر 1954، أن الاستقلال واسترجاعه هو الهدف الحلم، ولم تتخلف الأقلام الصحفية والأصوات الإذاعية، في إطلاق رصاصات التحرير مؤججة للثورة، زادت في تأليب الضمير الوطني، وهنا اعترف المشاركون في الملتقى بأن جبهة التحرير الوطني، أصبحت لها قنوات خارجية تمكنت من إسماع صوتها وصوت الثورة، وباتت دول كثيرة تسمع بأن «الجزائر تاريخ وأمة وشعب لا يمكن أن يتم استعباده بالطريقة الاحتلالية».
واستطاع حملة «رسالة الوطن» حسب استنتاجات وتقييم الأكاديميين المشاركين، أن يستميلوا مواقف دول كبرى وقتها في مؤتمرات ومنظمات دولية، مثل هيئة الأمم المتحدة ومؤتمر باندونغ باندونيسيا في العام 1955، زادت تلك المواقف في مد جرعات للثورة، والتي وصلت بالسلاح والقلم والصوت وإسهام الجميع، إلى قطف الجزائريين شعبا ونخبا وقادة ومصلحين، ثمرة «الحرية واستعادة استقلال الجزائر».
وخلص المحاضرون إلى توصيات مهمة، أكدوا فيها على ضرورة إنشاء مخابر وفرق بحث مشتركة بين التاريخ والإعلام والاتصال، وتوجيه اهتمامات الطلبة لمزيد من العناية بالأرشيف المتوفر بالبلاد العربية، وإبرام اتفاقيات مشتركة بين أقسام التاريخ والإعلام والاتصال ونظيراتها بالبلاد العربية الشقيقة، مع التركيز على توجيه الطلبة للقيام بأبحاث على مستوى الماستر والدكتوراه والمتعلقة بالشخصيات الجزائرية، في التاريخ والإعلام والاتصال، مع توصية إعداد «قاموس إعلامي تاريخي جزائري».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19819

العدد 19819

الخميس 10 جويلية 2025
العدد 19818

العدد 19818

الأربعاء 09 جويلية 2025
العدد 19817

العدد 19817

الثلاثاء 08 جويلية 2025
العدد 19816

العدد 19816

الإثنين 07 جويلية 2025