العزوني الخبير في الوقاية المرورية يحذر من قلة النوم

شهر رمضان ليس السبب والحل في مضاعفة التوعية

سعيد بن عياد

نفى محمد العزوني رئيس جمعية طريق السلامة أن يكون شهر رمضان السبب وراء الارتفاع الجنوني لحوادث المرور موضحا أن الإنسان هو المسؤول عن ذلك كونه صائم من جهة بكل ما يترتب عنه من فقدان للتركيز وضعف للقوة الذهنية بسبب قلة النوم في هذا الشهر الفضيل بينما سيارته جاهزة دائمة تستجيب لإرادته والتي للأسف تدفع نحو الزيادة في السرعة والمناورة الخطيرة في الطريق مما يؤدي إلى حوادث مميتة.
وفي اتصال هاتفي معه دعا الخبير في شؤون المرور السواق إلى عدم الإفراط في السرعة بهدف التحكم في المركبة والسيطرة عليها وأوضح أن المخ البشري يسجل العجز المسجل في النوم الذي يغلب صاحبه في لحظة معينة إلى درجة أن سائقا متعبا إذا غفا ثانية، وكانت سيارته بـ١٢٠ كلم في الساعة يسير وهو نائم لمسافة ٣٦ مترا ويمكن تصور ما يترتب عنه. وإلى جانب التعب ونقص النوم يتسبب نقص السكر في الدم بسبب الصيام في ضعف الرؤية عند السائق وتثاقل رد الفعل لديه وقلة التركيز وكلها من شروط السياقة السليمة، وأضاف العزوني أن الدراسات في الخارج أثبتت أن ٣٠ بالمائة من حوادث المرور سببها النعاس في الطريق السريع، كما أفادت تلك الدراسات بقاء سائق ١٧ ساعة بلا نوم يعادل تناوله ٥٠،٠ غرام من الكحول المعاقب عليها بفرنسا وعندنا يعاقب القانون على ٢٠،٠ .
ومن جهة أخرى فإن خارج أوقات رمضان يقول محدثنا توجد فترات لأوقات ينخفض فيها التركيز وأخرى ينشط فيها، وكما توصلت إليه عيادة النوم بفرنسا، حيث متابعة مسألة حوادث المرور تتم علاجيا وليس قانونيا فقط، فالساعة البيولوجية البشرية تشير إلى أنه بعد وقت الظهر يفرز المخ هرمون ميناتولين الذي يحفز على التثاقل والنوم، بينما بعد العصر يفرز هرمون سيروتونين الذي يبعث على النشاط ويحفز البدن للحركة والانتباه الذي يدوم إلى الثانية صباحا.
وبالمناسبة اعتبر الخبير في شؤون المرور من الخطأ تركيز اللوم على السائق إذا لا يمكن تصور إنسان يركب سيارته ويتجه لارتكاب حادث وإنما المفيد تنمية ثقافة التحسيس بمخاطر السياقة في حالات النوم والتعب والتنبيه للمخاطر المدمرة للإفراط في السرعة والتجاوز الخطير وعدم المراقبة اليومية لحالة السيارة أو الشاحنة أو الحافلة وأهمية التكيف مع حالة الطريق.
وعن سؤال حول السبب وراء اختفاء صوت العزوني «الشرطي المخفي سابقا» من بعض الإذاعات الوطنية وكان ينشط عبرها ركنا للتوعية والتحسيس، رد بأن كل تلك المنابر أغلقت في وجهه بدون مبرر مؤكدا أن للإعلام الجواري فائدة كبيرة في إقناع الناس وخاصة السواق وجذبهم للحيطة والحذر بعيدا عن المناسبات والظرفية وإنما ينبغي خوض عمل عقلاني على مدار السنة بإشراك كافة الإمكانيات والكفاءات بلا إقصاء وإدراك أهمية الاستفادة من الخبرات المتوفرة، وتساءل عن حصة الوقاية المرورية في مختلف البرامج مقارنة بحصة الفكاهة والألعاب، كما تساءل عما إذا كان القائمون على الوقاية والمراقبة يتنقلون إلى عين المكان عند وقوع حوادث أم تراهم يعالجون الوضع على مستوى المكاتب وجمع الأرقام وفقط؟.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19573

العدد 19573

الأربعاء 18 سبتمبر 2024
العدد 19572

العدد 19572

الثلاثاء 17 سبتمبر 2024
العدد 19571

العدد 19571

الأحد 15 سبتمبر 2024
العدد 19570

العدد 19570

السبت 14 سبتمبر 2024