أكدت الشاعرة “حنين عمر” ل “الشعب” على هامش فعاليات المهرجان الوطني للشعر النسوي بقسنطينة حول المكانة الحالية للغة العربية في عصر الرقمنة والدور المنوط بها في المحافظة على موقعها في عالم العلم والابداع قولها:« .. إنه إذا عدنا الى تاريخ الللغة العربية على إعتبار أن التاريخ حكما غير قابل للتجاوز سنجد أن اللغة العربية ظهرت في القرن الاول مع نهاية عصر مملكة الانباط ، وبالتالي فهي لها السبق قبل اللغات الأخرى كالانجليزية والفرنسية التي ظهرت مع القرن الخامس والثامن ن وهذا يعني بالضرورة انها تسبق اللغات اأخرى ببضع قرن على الاقل في التفاعل الانساني واللغوي ، ولهذا من الصعب حين نتحدث عن اللغات أن نهمل هذا الفارق التاريخي والانساني الذي أثرى بعصور طويلة التاريخ البشري في العلوم وشتى مجلات الحياة الاخرى، كما ان الجمود اللغوي التكنولوجي لا يقاس بفقط بمدى إستخدام أي لغة وإنما بقيمة اللغة فيما حملته ومامنحته للانسانية والبشرية ..
أما تكنولوجيا فتبقى اللغة مجرد وسيلة قد يحل محلها الارقام أو الرموز وبالتالي فاللغة ليست ناقلا حضاريا بقدر ماهي وسيط بين الآلة والانسان وأننا نستطيع تغييره بوسيط أخر .. ومن هنا نستطيع ان نقول أن الامر مازال بأيدبنا في تحويل لغتنا العربية الى وسيط تكنولوجي، ولكن الاهم من ذلك هو ان نحافظ على لغتنا كناقل حضاري وكتراث ثمين إستطاع ان يصمد عبر العصور ليبقى الى حد الان كلغة شعر وادب وثقافة ولهذا فان القصور ليس في اللغة العربية وانما في استخدامنا نحن كبشر لهذا الوعاء اللغوي.”
