يعرف المعبران الحدوديان “الحدادة” و«أولاد مومن”، منذ أسبوعين، حركة غير طبيعية، حيث شدت العائلات الجزائرية الرحال باتجاه الجارة تونس لقضاء العطلة الشتوية واحتفالات رأس السنة الميلادية، الأمر الذي وقفنا عليه بعين المكان.
أفادنا أحد القائمين على الإجراءات الأمنية لشرطة المعبر بأنه خلال شهر ديسمبر من كل سنة نعيش هاجسا كبيرا بسبب الأعداد الكبيرة من الجزائريين الذين يتجهون صوب المدن التونسية، بمعدل 2000 مسافر يوميا، ناهيك عن الحركة العكسية للتونسيين باتجاه الجزائر خاصة مع انتعاش الحركة التجارية، حيث تعرف معظم الأسواق الجزائرية إقبالا كبيرا من طرف التونسيين بسبب الأسعار المنخفضة للعديد من المنتجات المحلية، خاصة تلك التي تدعمها الدولة على غرار المواد الغذائية والألبسة والمفروشات وقطع الغيار المستعملة.
هذا وتعاني عديد العائلات من الجزائرية على مستوى المعبر الحدودي الحدادة من ازدحام خانق، أفادنا القائم على شرطة المعبر بشأنه أنه طبيعي، خاصة في رأس السنة من كل عام، يصل معدل انتظار العبور إلى الجهة التونسية أزيد من 06 ساعات، رغم انه أجريت العديد من الترتيبات فيما يخص إجراءات مراجعة وثائق المسافرين والمركبات وكذا الإجراءات الجمركية المصاحبة للعملية الأمنية على مستوى شرطة الحدود.
وتم فتح المعبر الحدودي بالحدادة بسوق أهراس وفق ترتيب يلتزم بوضع مسارين للعبور على عكس ما كان معمولا به سابقا، حيث كانت عملية العبور بعد المراقبة والتفتيش تتم عبر مسار واحد، لكن تبقى إجراءات العبور هاجسا كبيرا يؤرق المواطنين الجزائريين في هذه الأيام.
ناهيك عن فئة أخرى من قاصدي المعبر الحدودي ممن يفضلون الاستفادة من منحة صرف العملة الأجنبية التي تمنحها البنوك الجزائرية وبالتالي يعتبر التوجه إلى الحدود وطبع جوازات السفر أمرا إلزاميا والعودة لتحصيل فارق الصرف من العملية الأجنبية، وهي فئة تضاف إلى العدد المتجه إلى الجارة تونس في هذه الأيام.
في حديثنا مع بعض المواطنين على مستوى المعبر الحدودي تبين أن أغلب العائلات متجهة إلى تونس لسببين رئيسيين الأول السياحة، والثاني التداوي، فالعديد من الحالات التي التقيناها لديها مواعيد طبية بمصحات تونسية متعددة، خاصة طب العيون، أمراض القلب، والعظام على وجه الخصوص.