الحوت “الأزرق” ولعبة “مريم”

إنذار دق ناقوس خطر الألعاب الالكترونية آخر شهر من 2017

هروب الأولياء من مسؤولياتهم أسقط الأطفال في شبك الانتحار

لن يختلف اثنان في أن لعبة “الحوت الأزرق” وما صاحبها من تسارع للأحداث نهاية سنة 2017 كانت أبرز مشهد علق في الذاكرة الجماعية للمجتمع الذي كشف أمامه بعد تسجيل حالات الانتحار لأطفال لم يتجاوزوا طور الابتدائي خطر يتهدد أطفالنا في صمت رهيب، بل أكثر من ذلك يشتريه الأولياء بأموالهم الخاصة لأبنائهم ويضعونه بأنفسهم بين أيديهم دون وعي أو إلمام بمدى تأثير الألعاب الالكترونية على نفسية الطفل وما تلحقه بها من تعقيدات قد تنتهي بمأساة حقيقية.  
  لفت التأثير الخطير لهذه اللعبة الافتراضية الانتباه إلى الخطر الذي تمثله ألعاب أخرى من نفس النوع أثارت جدلا كبيرا على المستوى الدولي على غرار لعبة “مريم” التي تعتمد على البعد النفسي من خلال طرح أسئلة شخصية على اللاعب والاعتماد على مؤثرات تقنية تخلق جوا من الرعب والهلع في نفوس المستخدمين.
 ان تجند الجميع بما فيهم الوزارات والقطاعات المعنية من اجل التحسيس بأخطار مثل هذه الألعاب الالكترونية تبقى الكرة في يد الأولياء الذين جعلوا منها وسيلة للتخلص من مسؤولياتهم اتجاه أبنائهم في تربيتهم وتوجيههم لبناء شخصية قوية تميز بين الصالح والطالح، لذلك يشتري معظمهم لفلذات أكبادهم التطبيقات الذكية لإلهائهم وإبعادهم عن دائرة اهتماماتهم، فالمهم أن لا يسمعوا صراخهم وشجارهم المستمر في المنزل وكأني بهم وجدوا مشروبا منوما خاصا جدا مكوناته الأساسية افتراضية.
  لمواجهة هذا الخطر الإلكتروني، بادرت وزارة التربية الوطنية بإصدار منشور تم توزيعه على كافة المؤسسات التربوية، تدعو فيه القائمين عليها من مسؤولين والأساتذة إلى التوعية بمخاطر هذا التطبيق، فيما سارعت وزارة التضامن الوطني إلى إطلاق حملة تحسيسية وطنية لمحاربة كل أشكال العنف ضد الأطفال، لا سيما منه الناتج عن سوء استعمال الانترنيت والتكنولوجيات الحديثة، تسهر عليها فرق من الأخصائيين النفسانيين والخلايا الجوارية للتضامن مع إشراك القطاعات المعنية كالعدل والشؤون الدينية والتربية الوطنية والبريد والتكنولوجيات والرقمنة وغيرها، فضلا عن وسائل الإعلام وغيرهم.
 بهدف تشجيع ومكافأة الجهود التي تصّب في هذه الخانة، تقرّر إنشاء جائزة سنوية أطلق عليها تسمية “الفأرة الآمنة”، ستخصص في طبعتها الأولى للسنة القادمة للتطبيقات المعلوماتية الترفيهية الآمنة الموجهة للأطفال، وتندرج هذه الخطوة في إطار الإستراتيجية الوطنية لحماية وترقية الطفولة باعتبار الطفل “نقطة ارتكاز لكل الفعل التنموي”.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19822

العدد 19822

الإثنين 14 جويلية 2025
العدد 19821

العدد 19821

الأحد 13 جويلية 2025
العدد 19820

العدد 19820

السبت 12 جويلية 2025
العدد 19819

العدد 19819

الخميس 10 جويلية 2025