نتطلع إلى تعاون أكبر معها

تعامل الجزائر مع اللاجئين الصحراويين مثال يحتذى

أمين بلعمري

أصبح ملف اللاجئين من اكبر التحديات التي تواجه المجتمع الدولي حيث أن عددهم عبر العالم يزيد عن65 مليون بين نازح ولاجئ وهو أكبر عدد يتم تسجليه منذ الحرب العالمية الثانية مما يعكس حجم هذه المعضلة التي اصبحت تشكل خطرا على السلم والامن الدوليين وعلى الاستقرار العالمي في ظل تنامي شبكات اجرامية دولية دخلت على الخط وأصبحت تستثمر في الظاهرة التي اصبحت مداخليها توازي أو تفوق الاتجار في المخدرات والاسلحة.
الجزائر تعتبر من احدى الدول المعنية بالظاهرة على اعتبار انها تستقبل على اراضيها منذ اكثر من 40 سنة اللاجئين الصحراويين في مخيمات تندوف، كما اصبحت خلال السنوات الاخيرة وجهة مفضلة للاجئين القادمين من افريقيا جنوب الصحراء ومن بعض الدول العربية التي عصفت بها احداث ما سمي بـ «الربيع العربي» الا ان نسبة القادمين من القارة الافريقية هي الاهم الى درجة أصبحت معها الامواج البشرية الهائلة من المهاجرين غير الشرعيين الذين دخلوا الاراضي الجزائرية مصدر قلق للسلطات تخوفا من تحول تجمعاتهم العشوائية التي اقاموها في العديد من ولايات الوطن الى اوكار للإرهاب والجريمة المنظمة خاصة ومرتعا للاوبئة والامراض خاصة بعد رفض الكثير منهم المكوث في مراكز الايواء التي اسست لهذا الغرض.
الجزائر ورغم حساسية وتعقّد الملف ورغم الاعداد الهائلة من النازحين واللاجئين تحاول اليوم بالتعاون مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة معالجة الظاهرة بالطرق التي تحفظ لأولئك اللاجئين حقوقهم وكرامتهم وفي هذا الصدد قال الاستاذ أحمد أنور حمدي بوخاري ممثل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالجزائر لدى استضافته في ركن «ضيف الشعب» أمس إن تعامل الشعب الجزائري مع اللاجئين الصحراويين في مخيمات تندوف مثال يحتذى به بسبب روح التضامن وحفاوة استقبال الشعب الجزائري لأولئك اللاجئين وعاد بوخاري رئيس مكتب المفوضية السامية للاجئين بالجزائر الى التعاون بين الهيئة التي اعتمد مكتبها قبل اكثر من 35 سنة وبين السلطات الجزائرية الذي قال انها شملت الكثير من المجالات منها دورات تدريبية لفائدة افراد من المديرية العامة للأمن، الصحافيين والقضاة ولكن اضاف في السياق ضيف الشعب أن هيئته تتطلع لتعاون اكثر من السلطات الجزائرية مؤكدا ان الجزائر في حاجة الى وضع تشريعات وطنية تتعلق باللاجئين.
اما في رده عن سؤال حول ما اشيع عن تعامل الجزائريين بعنصرية مع اللاجئين قال بوخاري أنها تصرفات معزولة لا تمثل الشعب الجزائري الذي قال إنه ابدى روحا تضامنية مع اللاجئين الذين يستفيدون من الصحة والتعليم المجاني في الطور الابتدائي شأنهم شأن المواطنين الجزائريين.
تحاول بعض الاطراف توظيف ظاهرة اللاجئين غير الشرعيين كورقة للضغط على الجزائر من خلال الترويج لأكاذيب مشفوعة بفيديوهات مفبركة تظهر اهانة الجزائريين لمهاجرين قادمين من افريقيا جنوب الصحراء في محاولات بائسة لضرب العمق الافريقي للجزائر والتقليل من تضامنها مع القارة الافريقية التي كان آخرها مسح ديون بعض الدول الافريقية التي تعاني من صعوبات مالية واقتصادية وهي خطوة لم تقم بها أي دولة أخرى من القارة يضاف الى ذلك أن الجزائر لم توصد ابوابها في وجه اللاجئين الافارقة رغم حساسية الوضع في الصحراء وإمكانية تسلل عناصر ارهابية بينهم ولكن رغم ذلك سمحت لهم بالدخول الى أراضيها وأبدت ليونة كبيرة حتى مع بعض المقيمين بطريقة غير قانونية إيمانا منها أن الاعتبارات الانسانية تكون لها الاولوية في بعض الحالات ووفق هذا الاطار تم إعادة المئات من اللاجئين القادمين من النيجر الى بلدهم بطلب من حكومتهم وفي ظروف إنسانية مشهود لها.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024