إحتضنت، مساء أمس، قاعة المحاضرات بفندق صبري بعنابة، فعاليات محاضرة حول بوادر “واقع العالم العربي في ظل ظهور عالم جديد” من طرف الإعلامي اللبناني-الفرنسي رئيس تحرير دورية “كراسات الشرق” والأستاذ الجامعي في العلاقات الدولية في جامعة السوربون “ أنطوان صفير “.
المحاضرة تناولت الخارطة الجيوسياسية الجديدة في العالم اليوم، انطلاقا من الصين باعتبارها المبشر الجديد للتجارة الحرة و الدور الصامت لأفريقيا وكذلك الدور المركزي للولايات المتحدة الأمريكية مع تعاظم قوة القهر لروسيا، كما تكلم عن أي دور لقارة آسيا والتي بقيت معلقة ناهيك عن أي أدوار للشرق الأوسط والمغرب العربي في ظل هذا الحراك الجيوسياسي، من خلال إعادة تشكيل العالم وإعادة توزيع البيادق من جديد في رقعة الشطرنج الجيوسياسية، في الوقت الذي نرى فيه أوروبا تنقسم من خلال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والعودة إلى فكرة الدولة الوطنية.
أيضا تطرق الأستاذ أنطوان صفير إلى الحراك العربي الأخير في العديد من الدول العربية، وما تبعه من تغير جيو استراتيجي للعديد من الدول العربية، والإسقاطات الاجتماعية والسياسية على الواقع المعاش بهاته الدول في ظل واقع سياسي واجتماعي واقتصادي أقل ما يمكن أن نصفه أنه هش للغاية، وإلى أي حد يمكن لهاته الدول أن تصمد أمام هذا التغيير الذي أعاد توزيع القوى ومناطق النفوذ.
المحاضرة التي ألقاها الأستاذ “أنطوان صفير” هي عبارة عن طرح جيوسياسي حول العالم الجديد، وأي دور للعالم العربي في هذا التغير، يتمحور في أربعة محاور رئيسية، أولها هل فعلا أصبح عالم الأمس ميتا بصورة كلية، كذلك تناول كيفية فهم هذا العالم الجديد، ليعرج في المحور الثالث حول كيفية كسر الجمود وإحياء المشروع الأوروبي لمواجهة هذا العالم الجديد، ليعود إلى التساؤل عن المعايير الجديدة التي يمكن من خلالها تصنيف المواطنين والشركات الوطنية.
