دعا السيد كمال بلعزوق، ناشط جمعوي، إلى الاسراع في التكفل بالتّراث الثري الذي تزخر به القصبة على ضوء قرار السّلطات العمومية بتكليف ولاية الجزائر الاشراف المباشر على هذا المعلم الحضاري، تدشن بتحرك المجلس البلدي الجديد الذي يرأسه عمار زطيلي من خلال تنسيق العمل مع الجمعيات وكذلك الباحثين لإيجاد أرضية مشتركة تكون بمثابة خارطة طريق في غضون الآفاق القادمة.
وأبدى بلعزوق ارتياحه لهذا التحول الذي طرأ على الجهة المسؤولة، كون الولاية أدرى أو بالأحرى الأقرب من ناحية الحضور الميداني، ومعرفة الانشغالات بشكل مرن بعيدا عن الثّقل الاداري أو التهرب من المسؤوليات في تسيير أي حادث طارئ قد ينجر عن التّأثيرات المناخية المتسبّبة في الانهيارات. ولابد أن يكون موعد ٢٣ فيفري محطّة لتقييم ما أنجز إلى غاية اليوم من ترميمات وإعادة تهيئة لمعرفة أين نحن بعد كل تلك السنوات الطويلة من الأشغال غير المنتهية، وعلينا أن نتساءل عن محطّتها الأخيرة لكن ماتزال العملية مستمرّة حتى الأن من طرف مؤسّسات كان عليها أن تدمج في واحدة لتفادي العمل الانفرادي، الذي يؤثّر كثيرا على ما يعرف بالتنسيق والانسجام، ونعوّل في هذا الصدد كثيرا على رئيس البلدية الجديد للقصبة السيد زطيلي في إعادة تنشيط هذا الملف بإشراك جميع المعنيين والمتدخّلين، وإحياء الأماكن ذات الطّابع السياحي والثّقافي التي تكون مصدر دخل بالنسبة لخزينة البلدية.
زيادة على بعث الذاكرة المتعلّقة بمخابئ الفدائيّين للشّهيد سعيد تواتي، ذبيح شريف، رامل، وتفجير بناية لي زابديرام (شارع لخضر بسة حاليا)، وغيرها من الأماكن، وإعادة الاعتبار لمواقع قديمة كقاعتي سينما نجمة وأوديون.
وتأسّف السيد بلعزوق لغياب الجمعيات التي لا تظهر إلا في إطار مناسباتي، ممّا يفقدها مصداقيتها لدى السكان ولا تستطيع حتى الدفاع عنهم والتّجربة عاشها الكثير ممّن تأثّروا للمواقف السّلبية لهؤلاء لأن انشغالاتهم لا علاقة لها بما هو مطلوب منهم بدليل أنّها تركتهم لتدبير أحوالهم.
ورفض رفضا مطلقا إخلاء القصبة من سكانها لأنّها ستكون جسدا بلا روح، زيادة على أنّ أغلب السكان ملاك، أي أنّ «الدويرات» تابعة لهم لذلك لا يمكن إجبارهم على المغادرة، وبإمكان الولاية التدخل في إطار مقاربة جديدة لفتح هياكل خدماتية كالفنادق والمطاعم، وكذلك استرجاع الأملاك الشّاغرة ومنحها لأصحاب الحرف التي كانت سائدة من قبل في كل زوايا القصبة.
جمال أوكيلي