مجاهدو القصبة وباب الوادي يحيون الذكرى ٦١ لإستشهاد عبد الرحمان عرباجي

فدائي دوخ الإحتلال واشتبك معهم إلى آخر لحظة

جمال أوكيلي

أحيا مجاهدو القصبة وباب الوادي، أمس، الذكرى ٦١ لاستشهاد عبد الرحمان عرباجي، بممر حي «لي ديابل» سابقا، رشيد كباش حاليا، بحضور الأسرة الثورية وفدائيين عملوا في المنطقة الحرة آنذاك.
استنادا إلى شهادات حية في عين المكان، فقد أظهر الشهيد عرباجي المولود في ٦ مارس ١٩٢٩ بسيدي أمحمد شريف مقاومة بطولية لفوج من العساكر، كان بصدد البحث عن أفراد الخلية العاملة بالمنطقة، لتغطية فرار مسؤولين وقادة إلى أماكن أخرى، وقد أبلى البلاء الحسن في تحييد هؤلاء في متابعة المناضلين الآخرين وملاحقتهم نحو مخابئهم، غير أن محاولة هروبه عبر الأسطح والطلقات النارية المصوبة نحوه أرغمته على التراجع، وحسب أحد سكان دويرة أو دار ميراوي التي كانت تأوي المجاهدين فإن عرباجي وقعت إحدى قدميه في الهواء أثناء قفزه مما أوقعه جثة هامدة على الأرض، وهناك رواية سمعناها تقول إنه تعرض لوابل من الرصاص أرداه قتيلا. وقد أخرج لنا صاحب المنزل صورة للشهيد عبد الرحمان وهو ملقى على الأرض مخضبا بالدماء، تحصل عليها من جريدة كولونيالية كانت تصدر بالعاصمة «ليكو دالجي».
هكذا توقفت مسيرة كفاح رجل دوخ عساكر الإحتلال وكان محل بحث دائم تنفس المعمرون الصعداء عند سماع خبر مقتله، كما لم تصدق قيادة الإحتلال ما حدث في حي «لي ديابل» كون عرباجي نذر نفسه للثورة ولم يتردد لحظة في مقارعة القوات الاستعمارية، تاريخه زاخر بالمواقف النادرة في تلقين المظليين دروسا لن ينسوها أبدا.
وهم يعرفون قيمة الرجل عندما وشح برتبة نقيب عبارة عن نجمتين وجدت في جيبه عندما فتش وهو ميت في يوم من أيام ١٨ فيفري ١٩٥٧ على الساعة ١٥: ١٦ ليدفن رسميا يوم ٢٣ فيفري ١٩٥٧.
بدأ نضاله الثوري بأولاد موسى، وفي ديسمبر ١٩٥٥، إلتحق بالقائد الميداني علي خوجة وشارك في اشتباك يوم ٢ جانفي ٥٦، ومعركة (كوت ٦١٦).
وعندما نزل إلى العاصمة حمل معه جريحين بلكدروسي وآيت شعلال، وخلال هذه الفترة طلب منه ياسف سعدي العمل معه واحتفظ به في القصبة، كقائد منطقة.
وخلال لقاء بين المجاهدين، عدد ابن عمه المجاهد عرباجي محمود خصال الشهيد، وحبه اللامتناهي للجزائر، بدليل تضحيته من أجل الوطن، كان رفقة رجال أشاوش أقسموا على تحرير الجزائر من قبضة هذا المحتل مهما كان الثمن، وهذا ما حصل واليوم ننعم بالحرية بفضل هؤلاء الأبطال.
ونوه المجاهد محمد الطوالبي (الإسم الثوري) بشجاعة الشهيد باجي وإيمانه العميق بما كان يقوم به في مواجهة قوات استعمارية شرسة، لا ترحم، داعيا بالمناسبة إلى إشراك الشباب في هذا العمل التحسيسي تجاه الثورة، وهذا بدعوة عدد أكبر من الناس.
أما رئيس بلدية القصبة السيد زطيلي فقد شدد على ضرورة توسيع دائرة المشاركة للأجيال الصاعدة لمعرفة قيم الثورة، وهذا عن طريق عمل متواصل، مبديا استعداد البلدية لمساعدة الأسرة الثورية في هذا المجال.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024