في جو حماسي وجميل، استعاد سكان البليدة الذكرى الأولى لرحيل المجاهد البطل عبد القادر البليدي المدعو “مصطفى”، حضر المناسبة التي أطرتها محافظة جبهة التحير الوطني ومجاهدو المنطقة، عائلة الفقيد والسلطات الرسمية ورفاق المجاهد الراحل.
في شهادات استعرضها بعض رفاق الفقيد، جاء أن “مصطفى” البليدة رحل عنهم جسديا ولكن طيف روحه ما يزال يرفرف ويحلق بينهم، حيث أوضح رفاق الفقيد وفي مقدمتهم الرائد عز الدين، أن الفقيد كان واحدا من الذين صنعوا مجد الثورة التحريرية، بالرغم من الإصابات التي تعرض لها، وهو يفتقده كثيرا، خاصة وأنه قضى معه أياما ثورية لا تنسى.
وتم خلال المناسبة تقديم بورتريه عن حياة المجاهد الراحل، حيث تم التطرق إلى طفولته وكيف نفذ أول عملية جريئة وهو شاب في ريعان شبابه، تمكن فيها من سرقة سلاح أحد عساكر فرنسا، ليقرر في الأخير الالتحاق بصفوف الثورة والثوار والانخراط في صفوف كتيبة الشيخ مسعود، وتمكن من الارتقاء في الرتب، إلى أن أصبح واحدا من “كومندو علي خوجة”.
وهو الكومندو الذي نشر الرعب في أوساط الجيش الفرنسي، واستطاع أن يصل إلى حدود الجهة الشرقية من الجزائر، وينفذ عدة عمليات جهادية بطولية، وفي واحدة منها أصيب بجروح بليغة، حينما تفجر فيه لغم وردمته تربة الأرض، حيث تقرر نقله للعلاج إلى المغرب ثم تونس، ليعود وهو يحمل على جسمه بقايا تلك الإصابة الخطيرة، وعاش بعد الاستقلال وقدم لأبناء وطنه ولم يبخل.
وكانت في آخر كلمات له سجلتها “الشعب” في خضم كتابة مذكرات في مؤلف، اختار له عنوان “بين أدغال الحرية”، قال إن الإنسان الذي لا يعرف من أين جاء، لن يعرف أي طريق يسلكه ليواصل المسير”، و إنه لا بلد لنا نعيش فيه سوى الجزائر، وإنه يتوجب على الشباب اليوم أن يؤمنوا ويعتدوا بشدة بوطنهم ويعززوا وطنيتهم في قلوبهم، وأن لا ينصاعوا وراء المغالطات والكلام الذي يغالط حقيقة الجزائر وثورتها “المقدسة”.