ترشحت بأصوات قوية من العمال، النقابية سكينة من تمنراست لـ”الشعب”:

العمل النقابي شرط أساسي للوصول إلى مناصب سياسية

سهام بوعموشة

بلباسها الصحراوي الأصيل الدال على عراقة وأصالة المرأة الترقية بالتحديد منطقة الأهقار، جذبتنا إيدير سكينة عاملة بمؤسسة الملاحة الجوية بمطار أخاموك باي بولاية تمنراست ونقابية في نفس الوقت، والتي التقيناها على هامش تغطية المؤتمر الخاص بالنساء العاملات الذي نظمته المركزية النقابية بوهران الشهر المنصرم، شدنا الفضول لمعرفة كيف اقتحمت مجال النضال النقابي، لاسيما وأن هذا المجال كان حكرا على الرجال فقط وفي بيئة صحراوية.
اقتحمت سكينة العمل النقابي على مستوى لجنة المشاركة كخطوة أولى ما أكسبها خبرة وإن كانت بسيطة في تسيير المؤسسة والحفاظ عليها وكذا الاستماع لانشغالات العمال وأخذها بعين الاعتبار وتسويتها، ما أهلها لأن تكون المرشح الأول وبدون منازع لعمال مؤسسة الملاحة الجوية بمطار أخاموك ليتم بعدها تحديد مكتب النقابة على مستوى هذه المؤسسة، والعمال هم من فرضوا عليها الترشح نظرا لنزاهتها وجديتها في حل مشاكلهم، وقد تحمست للفكرة وكانت لها قابلية لولوج العمل النقابي الذي هو ليس بالأمر الهين.
جدد العمال الثقة في شخصها، لتكون الأمينة العامة للنقابة ولم تجد عراقيل في ممارسة نشاطها النقابي، بحيث ترشحت بأصوات قوية من العمال وهي شاكرة لهم على هذه الثقة قائلة:« إن شاء الله لن أخذلهم ويجدوا الخير معي”، مضيفة أنها لأول مرة تمارس النشاط النقابي وقد عمدت في البداية للإطلاع على قانون الممارسة النقابية وكيفية القيام بالإجراءات القانونية.
وعلى مستوى العائلة وجدت سكينة، تشجيعا من طرف الوالدين والإخوة والأخوات، ما زادها نشاطا وإقداما في المضي قدما في الممارسة النقابية التي هي نضال بالدرجة الأولى لإفتكاك حقوق ومكاسب للعمال.
وحسبها فإن النقابي سواء كان رجلا أو امرأة، إذا كانت له خبرة يمكنه فرض نفسه وسط العمال بشكل جيد ويوصل انشغالاتهم للإدارة لتسويتها. كما أن الخبرة تكتسب بالتدريج مع التعلم والاحتكاك مع الذين سبقوا في هذا المجال، وهو ما سارت عليه سكينة بدراسة القوانين والأمور التنظيمية كي تنجح في العمل النقابي، بحيث استطاعت تسوية مشاكل كل العمال الذين تقدموا إليها، وقد عملت مدة خمس سنوات في النقابة وثلاث سنوات في لجنة المشاركة ولديها أربع أعضاء من عين صالح وسبعة من تمنراست.
وعن التمثيل النسوي بالولاية قالت سكينة إنه يوجد تمثيل نسوي نشيط لكنه فشل وهي تجهل السبب، لكنها لم تخف وجود نقابيات بكل المؤسسات بتمنراست معربة في نفس الوقت عن قناعتها أن المرأة النقابية اليوم ستصل إلى تحقيق ما كانت تصبو إليه من طموحات مشروعة وأهداف سطرتها لتحتل مكانة عالية مثل شقيقها الرجل، مؤكدة أن المرأة العاملة تسير في المسار القانوني الصحيح، وتؤدي نفس دور الرجل ويمكن القول أحسن.
قائلة: “ أنا لست ضد الرجل هو في مكانه والمرأة في مكانها”، مشيرة إلى أن المرأة لديها الشجاعة والقوة ولا تهاب الصعاب فقد برهنت على شجاعتها إبان حرب التحرير الوطني حين وقفت إلى جانب أخيها الرجل وواجهت دبابات ورشاشات الاستعمار الفرنسي، حاملة راية الجزائر الحرة”.
المرأة راضية بما حققته من مكاسب، ورسالتي لكل النساء العاملات اقتحام النشاط النقابي، تضيف سكينة وحسبها فإن المرأة قبل أن تصل إلى الميدان السياسي يجب عليها أن تمر عبر التكوين النقابي، كشرط أساسي لأنه القاعدة لتبلغ مرادها والمكانة التي تصبو إليها باحتلال مناصب سياسة تكون جديرة بها وتساهم في تنمية الوطن.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19819

العدد 19819

الخميس 10 جويلية 2025
العدد 19818

العدد 19818

الأربعاء 09 جويلية 2025
العدد 19817

العدد 19817

الثلاثاء 08 جويلية 2025
العدد 19816

العدد 19816

الإثنين 07 جويلية 2025